"بائعة خضروات": قلبي واجعني من يوم ما اتغدر بعيالنا في "مسطرد".. والجناة لازم يتقتلوا
في الصباح الباكر، تجلس على رصيف شارع 9 بمنطقة المعادي، تفرش الخضروات، تحمل بين يديها "كوز" مياه لتروي فرشتها، هذا المشهد اعتاد أهالي المنطقة على رؤيته يوميًا، حتى لاحظوا اختفائها المفاجئ منذ حادث مستطرد، الذي راح ضحيته 6 مجندين في هجوم إرهابي.
"أم إسلام"، مواطنة مصرية، أطلق عليها أهالي المنطقة لقب "الست اللي بميت راجل"، فهي تسعى دائمًا لمساعدة المحتاج على الرغم من أنها سيدة بسيطة الحال، عاشقة لتراب الوطن "الست دي بتعشق حاجة اسمها الجيش، ودائمًا أي حد يروح يشتري من عندها تفضل تقولنا لازم تقفوا جنب اللي بيحموكوا وبيموتوا عشان إحنا نعيش، من وقت الأحداث الأخيرة وهي قافلة على نفسها مش راضية تاكل ولا تطلع تقعد على فرشتها، وكل ما حد مننا يدخل يشقر عليها يلقيها بتعيط من وقت ما العساكر في مسطرد اتقتلوا"، حسب محمد بدوي، من أهالي المنطقة.
بوجه غاضب، تخرج السيدة الستينية من غرفتها، تجلس على الرصيف وسط فرشتها، لكن هذه المرة، مازال قلبها حزين على أرواح شهداء حادث مسطرد الأخير، "معتش فيه كلام أقولوه خلاص، عساكر زي الورد بتروح مننا كل يوم بأفظع أشكال القتل، اللي يموت برصاص واللي يتفجر فيه قنابل، واللي بيبقى واقف على الحدود عارف إنه كده كده ميت، ومستني الضربة تجيلوا من بره، يقوم مقتول من بلده".
وأضافت: "من وقت ما عرفت اللي حصل في عساكر مسطرد، وأنا قلبي واجعني وجالي الضغط، ومن يومها مش عارفه أقف على فرشتي، أكل وأشرب إزاي وأنا شايفة ابني اللي في الجيش والشرطة، عشان واقفين يحرسونا يتقتلوا بالمنظر ده".
بصوت مخنوق، طالبت "أم إسلام" المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، بالتدخل لمعرفة الجناة في هذه الواقعة، "لازم يتقتل اللي عمل فيهم كده، كل يوم يموت من عيالنا قد كده، والناس تطلع تقول مش هنسكت وهنضرب الإرهاب اللي في بلدنا، ونلاقي الإرهاب هو اللي بيضرب فينا، اتحرك يا سيسي وانزل اترشح وحافظ على مصر، الناس محتاجة ليك ومحتاجين حق عيالنا اللي بيتقتلوا بأرخص التمن ولا كأني ليهم دية"، مؤكدة "أنا معنديش عيال ولا اتجوزت عمري، والناس هنا خلتهم يندوني بأم إسلام عشان ربيت ابن اختي لحد ما كبر ومات في حادثة، ومن ساعتها وعايشة لوحدي وراضية باللي ربنا قسمهولي، بس كل اللي بتمناه مايتغدرش بعيالنا تاني والسيسي ياخد حقهم".