صحيفة إسرائيلية تنتقد انتهاك إسرائيل لحقوق عرب 48
رصدت صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية، أزمة سجناء عرب إسرائيل، مسلطة الضوء على أن إسرائيل لا تنتهج نفس السياسة التي تتعامل بها مع اليهود القاتلين للعرب مثل الذي تتعامل به مع العرب القاتلين لليهود، متسائلة إلى متى سيظل هذا التمييز ضد العرب في إسرائيل؟.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، اليوم، أن بضع مئات من الإسرائيليين، أسر السجناء الأمنيين الـ 14 من عرب إسرائيل والذين قضى عدد منهم حوالي 30 عاما في السجون، عاشوا لحظات قاسية جدا يتابعون كل خبر ينشر في الإعلام، يتقلبون من لحظات الأمل لليأس تمام مثل عائلات المفقودين على الطائرة الماليزية، مصيرهم لا يهم أحد، وإسرائيل لا تلقى لهم بالا، لدرجة شعر فيها البعض أن إسرائيل تستمع بمعاناتهم.
وذكرت "هأرتس"، أنه بالرغم من استعداد عدد من عائلات هؤلاء المعتقلين للحظة قد تكون من أجمل لحظات حياتهم، رفض عدد آخر الإفراط في الفرحة خشية أن تكون خيبة مريرة لهم، حيث أنه من المتوقع الإفراج عنهم من قبل كدفعة رابعة من قبل السلطات الإسرائيلية، منذ بدأ مفاوضاتهم مع الفلسطينيين في يوليو الماضي، وأن الشر وشهوة للانتقام والديماجوجية القومية وعدم المساواة الصارخة هي فقط من ستمنع ذلك، وهي الأشياء الموجودة بوفرة هناك.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن هؤلاء السجناء الـ 14 هم من عرب إسرائيل، الذين قتلوا العديد من المدنيين أو الجنود منذ أكثر من 25 عاما، وأن إسرائيل تعاملهم وكأنهم فلسطينيين من الأراضي المحتلة، مانعين عنهم حقوق السجناء العاديين من زيارات زوجية أو مكالمة تليفونية واحدة، حتى عندما يموت أقاربهم من الدرجة الأولى، ولكن إسرائيل اليوم مترددة بشأن الإفراج عنهم لأنهم إسرائيليون.
وأشارت صحيفة "هأرتس" الإسرائيلية إلى أن أغلب هؤلاء السجناء قد قضوا ثلثي مدة عقوباتهم في السجون الإسرائيلية، ولكنه لن يتم الإفراج عنهم استنادا لقانون القتلة الجنائيين، حيث أن القتلة في الإسرائيليين يقضون ما يقرب من 18 إلى 24 عاما في السجن، في حين أن بعض من هؤلاء السجناء العرب مازالوا في السجون لمدة 32 عاما.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن نفس البلد التي كرمت بطلها الكوماندوز مئير هارتسيون، قاتل الأبرياء، لازالت تنتهك وتستحل دماء من سلكوا الطريق ذات الطريق للقتل- سبيل القتل والانتقام- لمجرد أنهم عرب وليسوا يهود، وأن طريقة تعاملها مع القتلة من عرب إسرائيل لليهود الإسرائيليين أكثر مما يتعامل به القاتلين اليهود للعرب والذين يمارسون أبشع صور القتل الجماعي، حتى وإن قدموا للمحاكمة، يتم إعطائهم العديد من الإجازات المتكررة والإفراج بعد سنوات قليلة من بداية مدة عقوبتهم، وأن هؤلاء السجناء العرب إن كانوا يستحقوا العقاب، فإنهم قد أخذوه بالفعل وأنه يجب الإفراج عنهم قبل الآن، ليس بداعي الشفقة أو المبادلة بأسرى أو مخطوفين، ولكنه بداعي أن تأخذ العدالة في إسرائيل مجراها.