"الجعبري".. صاحب الفرح
كانت إسرائيل تصفه بأنه "رئيس أركان حماس" وتعتبره المطلوب رقم واحد، الآن حين تتحدث تل أبيب عن أحمد الجعبري تقر بأنه "أقوي رجل في غزة"، فحين حبس الرأي العام أنفاسه وهو يطالع صور ظهور جلعاد شاليط للافراج عنه في إطار الصفقة الشهيرة التي تمت منذ نحو 7 أشهر ظهر فيها الجعبري بوضوح وهو يقود شاليط للجانب المصري، وأول أمس عاد للأضواء من جديد حين قاد المفاوضات مع إسرائيل –بوساطة مصرية- حول اضراب مئات المعتقلين الفلسطينيين عن الطعام.
التليفزيون الإسرائيلي وصف قائد كتائب عز الدين القسام، الذي فشلت إسرائيل في الوصول إليه في عملية الرصاص المصبوب، بـ "الرجل الغامض الذي يقود حماس في غزة".. الجعبري زار القاهرة سرا وبقى فيها أسبوعين كاملين وقابل خالد مشعل، ونجح مع مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية نادر الأعصر، في اتمام صفقة إضراب الأسرى بعد أن انتزع لهم مميزات كانت قد حجبت عنهم منذ عامين كاملين (عودة زيارات أقارب الدرجة الأولى، وانهاء الحبس الإنفرادي لقادة المقاومة، وزيادة عدد محطات التليفزيون المسموح لهم بمشاهدتها وزيادة مخصصاتهم المالية).
القناة الثانية الإسرائيلية قالت أمس في تقرير مطول عن الجعبري إن الحكومة الإسرائيلية عبرت عن رضاها عن دور مصر في الصفقة، لكنها في الواقع تعلم أن الكلمة الأخيرة وصاحب الفرح هو الجعبري الذي حقق لنفسه ولحماس مكسبا كبيرا يتمثل في التأكيد على أنه بعد صفقة شاليط لا تزال الحركة تمنح ملف الأسرى أولوية.
في المقابل سبق لإسماعيل هنية (رئيس حكومة حماس) أن انتقد الجعبري في تصريحات علنية وقال إنه يعاني من جنون العظمة.. فيما يبدو حالة من التذمر لتجاهله استشارة القيادة السياسية في غزة أو في دمشق قبل شن عمليات مقاومة على إسرائيل، وإذا كان مئات الآلاف من المصريين تضامنوا مع الأسرى على مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي ازعج إسرائيل وجعلتها تقود حملة مضادة باللغة العربية، فإن السؤال المطروح الآن من جانبنا: هل سيستمر التعاون والتناغم بين الأجهزة الأمنية في مصر والجعبري أم أن سلم أولوياته تجاه مصر وإسرائيل سيتغير في حالة تشكيل حكومة يقودها الإخوان أو تولي رئيس حزب الحرية والعدالة منصب الرئيس؟