شقيق الشهيد محمد صلاح: تعلمت منه الوطنية.. وأخفى عن والديه مكان خدمته
حسام: آخر مكالمة معاه كانت قبل وفاته بيومين.. ووصاني على ماما وأخواتي
الشهيد نقيب محمد صلاح
قبل نحو 3 أعوام، بعد أن أنهى 26 جنديا صلاة الفجر، واستعدوا لاستقبال يوم جديد، هاجمهم أفراد جماعات إرهابية، انتزعت من قلوبهم الإنسانية والوطنية، بعربات ملغومة، لتشن هجوم قوي على كمين "مربع البرث"، في وسط الصحراء بشمال سيناء.
ابن أسيوط الشهيد النقيب محمد صلاح، أحد أبطال معركة البرث التي وقعت صباح يوم الجمعة 7 يوليو 2017، برفقة الشهيد العقيد أحمد المنسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، حينما تصدوا للهجوم الإرهابى وزملاؤهم على كمين "البرث"، ليخلدوا ذكرى عطرة تظل عبر الأجيال.
يروي حسام الشقيق الأصغر للشيهد محمد صلاح، لـ"الوطن"، أن والديه قررا عدم متابعة مسلسل "الاختيار"، رغم أنه يجسد سيرة الشهيد وتظهر فيه تضحياته، إلا أن متابعة المسلسل تزيد من أحزانهم وأوجاعهم التي مازالت تعيش بداخلهم.
"كان أبويا مش مجرد أخ"، ارتبط "حسام" بشقيقه الأكبر كثيرا، فكان دائم الحديث معه عن المستقبل وأحلامه مع كرة القدم، "كان بيقول هتبقى لاعب كبير، واتعلمت منه الوطنية مشفتش حد بيحب البلد زيه، وكان فعلا رغم الجهد البدني والمخاطر الكبيرة اللي عايش فيها كان سعيد بحماية أرض مصر".
لم يكن يعلم أي من والدي أو أشقاء الشهيد محمد صلاح مكان خدمته العسكرية، خوفا على قلقهم من المخاطر التي والعمليات التي تتم في سيناء، "مكنش حد يعرف نهائي، هو بلغني أنا بس قبل وفاته بـ6 أشهر عشان اطمنهم باستمرار وكان بيقول إنه شغال في الإسماعلية"، ذلك الحرص كان دافعا للشهيد لإخفاء تكريم وزارة الدفاع له، حتى لا تعلم الأسرة مكان خدمته والمخاطر التي يتعرض لها.
قبل 3 أيام من استشهاد "صلاح"، كانت آخر مكالمة هاتفية بينه وبين شقيقه، "اتصل وصاني على بابا وماما وإخواتي، وقالي هنفذ طلب ماما وهتجوز لما انزل أجازة، وعارف إني مقصر معاكم بس لما رجع هعوضكم عن كل حاجة"، وفي الحقيقة لم يقصر مع أي من أفراد أسرته أبدا، وكان دائم الحرص على متابعة أحوالنا باستمرار والاطمئنان علينا.