م الآخر| انتخابات وديمقراطية مصر KG1
لا حديث في مصر سوى الانتخابات الرئاسية، والواقع الانتخابات تشريعية أو رئاسية في الدول العربية عمومًا، ومصر على وجه التحديد تختلف عن الانتخابات في أي دولة في العالم.
في أمريكا مثلًا تنحصر المنافسة في الانتخابات التشريعية، والرئاسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويتوجه الناخب لترشيح أعضاء مجلس الشيوخ، أو النواب، أو الرئيس بناء على مدى شعبية الحزب، وبرنامجه للإصلاح الاقتصادي والسياسي، وبالتالي يصب هذا التنافس القوي بين الحزبين في مصلحة المواطن الأمريكي.
وفي فرنسا الصراع دائمًا بين الحزب الاشتراكي، والحزب اليميني المعارض (الاتحاد من أجل حركة شعبية)، وتعتمد قوة المرشح في الانتخابات على مدى الظهير الشعبي لأفكار حزبه، ومشروعه، وقوة هذا الحزب وتغلغله في الشارع الفرنسي، الحياة السياسية عندنا حاجة تانية.
فنجد أن عدد الأحزاب السياسية في مصر وصل حتى الآن 84 حزب، وبالطبع لا يعرف عددها ولا أسماؤها إلا النزر اليسير، وأظنهم من المختصين بتسجيل هذه الأحزاب إذا كانوا بيتهموا بمعرفة أسماءها أصلًا، وبالطبع هوية هذه الأحزاب وأيدلوجياتها، وأفكارها مجهولة لمؤسسيها قبل عامة الناس، وتعتمد قوتها على قوة المرشح، وليس العكس فنجد أحزاب كارتونية هشة تتسابق في إعلانها دعم المرشح الفلاني في الانتخابات الرئاسية، وكأن دعمها له هو ما سيحقق له الشعبية، ويصل به للحكم في حين أنها مجرد محاولة يائسة للظهور إعلاميًا واستغلال شعبية المرشح التي أعلنت دعمه، في الانتخابات البرلمانية.
العملية الانتخابية ذاتها تحمل في طياتها الكثير من الكوميديا، فبدلًا من أن يعتمد المرشح في برنامجه الانتخابي على حلول للأزمات التي يعاني منها المواطن، وطرح سبل إزالة معوقات التنمية والإصلاح، ورؤية واضحة للوضع الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي نجد المرشحين يعتمدوا في الحصول على أصوات الناخبين على التربيطات السياسية، ومغازلة عواطف المصوتين ومشاعرهم، ومفيش مانع شوية زيت وسكر، ومبالغ نقدية؛ لاستغلال معاناة الكثير من طوائف المجتمع التي تأن تحت خط الفقر.
هذا هو ما فعله تمامًا (حمدين صباحي) وحملته الانتخابية، فساروا على نهج وخطى الإخوان، ورئيسهم المعزول، بدءًا من تشكيك الجماعة في نزاهة الانتخابات، وهددت بحرق مصر إذا أعلنت لجنة الانتخابات فوز "شفيق" بالسباق الرئاسي، وبالمناسبة لم يكن ليختلف الأمر لو كان المرشح شخص آخر غير "شفيق"، أعادت ذلك حملة "صباحي" باتهامها مؤسسات الدولة بعدم الحياد، والانحياز "للسيسي"، وكما وعد مرسي بحل مشاكل البلد في 100 يوم، وإدخال 50 مليار دولار استثمارات لمصر بمجرد جلوسه على مقعد الرئاسة، غازل "حمدين" جموع الشباب بوعده صرف مبالغ نقدية وأراضي زراعية على الخريجين والشباب.
م الآخر انتخابات وديمقراطية مصر "KG1".