صور.. تفاصيل إطاحة الكنيسة بـ"كاهن" اتهمته فتاة بالتحرش بها في طفولتها
الكاهن الذي تم تجريده
قررت إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، تجريد القمص رويس عزيز خليل، كاهن كنيسة مارجرجس بالفكرية بأبوقرقاص، من الكهنوت، وعودته إلى اسمه العلماني "يوسف عزيز خليل"، وذلك بناءً على نتيجة التحقيقات التي أجراها المجلس الاكليريكي الفرعي بالمنيا.
وشملت حيثيات القرار، أنه تم الاطلاع على الشكاوى الواردة للمطرانية من الكاهن، من بعض شعب كنيسة مارجرجس الفكرية بأبوقرقاص، وكذلك من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وعلى المستندات الموجودة بالملف، وما نشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد تحقيقات المجلس الاكليريكي، والاستماع لكثير من الأطراف ذات الصلة بالموضوع.
وكان المجلس الاكليريكي بالمنيا، قرر في 14 يوليو الجاري، إيقاف القمص رويس عزيز خليل، كاهن كنيسة مارجرجس بالفكرية أبو قرقاص، عن أي عمل خدمي أو رعوي.
وألزم المجلس في القرار الذي اعتمده الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للإيبارشية، القمص الموجود حاليا خارج البلاد، بالعودة فورا لمصر لاستكمال التحقيق فيما هو منسوب إليه من مخالفات لم يتم ذكرها في البيان.
والقمص المجرد اسمه الحقيقي "يوسف عزيز خليل"، من مواليد 29 يوليو 1957، بالمنيا، وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية بالأنبا رويس بالقاهرة 1982، ورسم كاهنا في 30 نوفمبر 1984، باسم "القس رويس عزيز"، وذلك بيد الأنبا أرسانيوس مطران المنيا الراحل، للخدمة في كنيسة مارجرجس بمنطقة الفكرية في مدينة أبو قرقاص بالمنيا.
وكان تداول عدد من الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهامات للكاهن المجرد بالتحرش الجنسي بـ"قاصر"، أثناء فترة عمله بالولايات المتحدة الأمريكية في 1997.
ونشرت فتاة تدعى "سالي. ز"، على موقع تويتر، عدة تدوينات ادعت فيها تحرش الكاهن بها، وقالت إن تفاصيل القصة تعود إلى عام 1997 حينما تم انتداب القمص رويس عزيز، للخدمة في كنيسة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل، بمدينة أورلاندوا في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت وقتها "سالي" تبلغ من العمر 11 سنة.
وادعت الفتاة، أن الكاهن تحرش بها تحت مظلة طقس "الاعتراف" أحد أسرار الكنيسة السبع.
وقالت "سالي"، إن الكاهن كان "ينام" في منزلهم كثيرا حينما يكون في المدينة، وفي أحد الأيام استطاع اقناع والدتها بأنها تبدأ الاعتراف في سنها الصغير هذا، حتى تتعود على ممارسة سر الاعتراف، مضيفة: "وثقت فيه ووافقت، كنت خايفة شوية بس أنا اتعلمت أطيع".
وواصلت "سالي": "آخدني غرفتي وقفل الباب، طلب مني أقعد على سريري وجه هو قعد جنبي، كنت لابسة شورت كاكي وtank top بيضا عليها علم أمريكا، قعد قريب جداً مني وحط دراعاته حواليا، كنت حاسة إني فيه حاجة غلط بس كنت حاسة إني محبوسة، بدأ يسألني لو عندي رغبات جنسية ناحية الولاد، وبدأ يقولي حاجات جنسية مزعجة، ماكنتش فاهماها في السن ده، بعدين حط ايديه الاتنين تحت البلوزة وبعدين تحت حمالة الصدر، ايديه فضلت كدة لأغلب الوقت".
وتابعت الفتاة: "حاول ينزل بايده عند وسطي بس في الوقت ده أنا جسمي كله كان متخشب من الصدمة ورحت لزقت دراعاتي في جنابي عشان أمنع ايدي من الدخول في الشورت، فاكرة إني كنت حاسة إني متخدرة وفضلت أتفرج على الساعة اللي على شكل فراشة على الحيطة، مستنية الوقت يعدي ببطء وهو عمال يبقى عنيف أكتر، بدأ يبوسني غصب عني في وشي كله وفي بقي وهو بيستعمل لسانه".
وأكملت: "بعدين نيمني غصب عني تحتيه، وطلع فوقيا، وعمل اللي كان عايز يعمله وهو لابس رداء الكهنة الأسود، لما خلص، قام وقاللي إنه خلص، بدأ ينضف نفسه وراح فتح باب الأوضة وقاللي (افتكري كويس، ماينفعش نقول لأي حد ايه اللي حصل في الاعتراف)، واستناني لحد ما هزيت راسي موافقة، بعدين سابني أخرج من الأوضة، وأواجه واقع جديد، أول قبلة ليا كانت مع كاهن".
وأردفت الفتاة: "ماقدرتش أقول لأي حد، كان بيتعامل طبيعي جداً بعد الموقف ده وكنت ساعات كمان بيتم توبيخي لو مش عايزة أتكلم معاه، آكل معاه على السفرة أو آخد لقمة بركة منه، أهلي ماكانوش فاهمين أنا ليه كنت بتعامل بشكل غير ودي معاه، حاول كذا مرة بعدها يقعد معايا بشكل فردي بس كنت دايما بتجنبه، وساعات كنت بهرب أروح بيت جدتي عشان أبعد".
وأضافت: "أنا كنت عايشة مع راجل تقي كان بيعدي عليا وكنت بتخنق في صمت، كنت مجبرة كل يوم حد إني أتناول من نفس الايدين اللي انتهكت جسمي وأنا عندي 11 سنة، لما مشي آخيرا، ارتحت جدا بس بعدها اضطريت أستحمل سنين بسمع فيها أصحابي وعيلتي بيتكلموا عن قد ايه هو شخص كويس وجذاب ودمه خفيف في حين إني بموت من جوا، آخيراً، فاض بيا الكيل".
وفي شكواها المنشورة على صفحتها تقول الفتاة: "وأنا عندي 16 سنة اتكلمت آخيراً، لما قلت للقمص يوسف، قاللي (كان فيه ضحايا تانيين كتير قبلك بس ماتقلقيش أنا بعته مصر والبابا هيتعامل مع الموضوع)، كمان نصحني إني أسامح وأنسى، اكتشفت في الآخر إن لما (رويس) رجع مصر تم رسامته كقمص، بدل ما يتعاقب، لما لقيت إن الكنيسة شلكها مش هتاخد موقف، قررت أروح للبوليس، وحاولت إن أقاضيه بس فترة التقادم كانت خلصت، رجعت تاني للكنيسة عشان أكمل في كفاحي".
واختتمت "سالي" تصريحاتها الصادمة بالقول: "أنا بقالي 17 سنة بحارب عشان أحصل على عدالة، أنا اتكلمت مع عدد كبير من الكهنة، الأساقفة، الرهبان، الخدام وبعت رسائل للبابا شنودة والبابا تواضرس (وتم التأكيد ليا إنهم على دراية بقضيتي)، الكنيسة آخدت موقف فقط بإنها تقول له إنه ممنوع من الخدمة بس (رويس) عارف يتسلل في ناس كتير شافته بيخدم في أماكن كتير على مر السنين والكنيسة لسة رافضة إنها تزيله من الكهنوت".
وعن سبب خروجها عن الصمت والتحدث أخيرا، قالت "سالي": "من سنة ونص، في كاهن في شيكاجو، اكتشف إن (رويس) بيحاول يخدم تاني، الكاهن ده ضغط على البابا إنه يعمل تحقيق والبابا وافق، التحقيق تم من أكتوبر 2019 وخلص في فبراير 2020، التقرير كان فيه إن (رويس) المفروض يمثل أمام مجلس إكليركي، ويتم الحكم عليه بإنه مذنب ويتم عزله من الكهنوت، التقرير ده تم تقديمه للبابا يوم 12 فبراير 2020، البابا لحد دلوقتي ماردش برغم محاولات كتيرة للتواصل معاه".
وتداول الأقباط خطاب صادر من البابا تواضروس في 29 فبرير 2014 بايقاف الكاهن "القمص رويس عزيز"، عن الخدمة وكان وقتها منتدب للخدمة في كنيسة مارجرجس يهاملتون فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد التحقيق مع الكاهن ومواجهته وثبات صحتها.
وقال البابا في قراره، إنه تم ايقاف الكاهن عن ممارسة جميع الأعمال الكهنوتية منذ منتصف 2013 شفويا، وحاليا كتابيا وعليه العودة إلى خدمته بمصر في إيبارشية المنيا، وأنه لا يحق له القيام بأية خدمات كهنوتية في الكنيسة بأمريكا وبلاد المهجر.
وعقب القرار الأخير بتجريد الكاهن، نشر المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قرار موقع من البابا تواضروس بتجريد الكاهن بسبب ما وصفه بالانتهاكات العديدة التي ارتكبها خلال الفترة الماضية، وأنه بهذا القرار، تنتفي صلة الكنيسة به، وتخطر السلطات في مصر والولايات المتحدة بذلك، فلم يعد قسًا بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.