الرياضة خارج «نهضة مرسى» مع سبق الإصرار والترصد
على الرغم من مرور نحو «77» يوماً على تولى الرئيس محمد مرسى منصب رئيس الجمهورية، وأدائه اليمين الدستورية، وتعهده بأن يكون رئيساً لكل المصريين، فإن أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية، تجاهل تماماً الرياضة المصرية والرياضيين، والتى طالما رفعت اسم مصر عالياً، بالإضافة إلى كونها صناعة مهمة بها «أكل عيش» ملايين المصريين على مستوى جميع الألعاب الرياضية.
ورغم سخونة الأحداث الرياضية على الساحة، وتأثيرها على جميع النواحى الاقتصادية والأمنية وحتى السياسية، فإن الرئيس مرسى اجتمع بجميع فئات الشعب المختلفة بداية من الإعلاميين والسفراء والقضاة والفنانين ونهاية حتى الآن بالفلاحين، وسقطت من حساباته الرياضية التى لم تدرج فى جدول أعماله حتى الآن، على الرغم من مرورها بعدد من المنعطفات الحادة، التى كانت تستدعى التدخل الرئاسى، وأبرزها أعمال العنف التى لجأت إليها جماهير الألتراس لمنع استئناف النشاط الكروى.
ولم يقف التجاهل عند كرة القدم وأعمال الشغب والفوضى التى تستدعى التدخل الحاسم، ولكنها امتدت ليد الحساب، فلم يتدخل المسئول الأول عن الدولة فى حساب المقصرين فى أولمبياد لندن، ولم يقم باستقبال الأبطال فى بارالمبية لندن، وكأن الرياضة هى الابن غير الشرعى، فى تعمد واضح من مؤسسى مشروع النهضة لإسقاط الرياضة من مشروع النهضة لأسباب غير معلومة حتى الآن.
أكد عبدالعزيز عبدالشافى، نجم الأهلى السابق والعضو السابق باللجنة التأسيسية للدستور، أن تجاهل الرئاسة للرياضة غير مفهوم الأسباب، على الرغم من أن الرياضة صناعة ضخمة، يرتبط بها العديد من النشاطات الاقتصادية، التى تصل لنحو 35 صناعة وتجارة، مشيراً إلى أن الرياضة هى مقياس تقدم الدول، وإلا ما تسابقت الدول الكبرى لتنظيم البطولات العالمية.
وأضاف زيزو أنه يبدو أن المسئولين بالدولة وجدوا أن الرياضة أقل أهمية من المسئوليات الملقاة عليهم، وأنها نشاط ترفيهى، وهو ما تجلى فى عدم وجود أى ممثل للرياضة فى الجمعية التأسيسية للدستور، وهو ما يؤكد أن الرياضة ليست ضمن حسابات «مشروع النهضة» حتى الآن.
ووجه زيزو رسالة لمؤسسة الرئاسة بقوله: الرياضة هى الحل لعدد كبير من مشاكل المجتمع الصحية والسياسية والاجتماعية، ويجب عليكم إعادة حساباتكم بشأن الرياضة والرياضيين.[Image_2]
فى الوقت الذى أكد فيه حلمى طولان المدير الفنى لفريق حرس الحدود، أن النظام الحاكم حالياً ينظر للرياضة وكرة القدم على أنها «كفر»، وتساءل المدير الفنى السابق للشرطة والزمالك عن الوقت الذى سيتدخل فيه الرئيس لوقف مهازل الرياضة، وقال إن الرئيس جلس مع الفنانين للأزمة التى أثارها الشيوخ حول الفنانات، ولم يكلف نفسه الاستماع للرياضيين وقت الاعتداء على مؤسسات الدولة، متسائلاً أليس اتحاد الكرة مؤسسة تخضع للحكومة المصرية، وأنهى حديثه مؤكداً أن مصر حالياً ليست دولة بل «فوضى».
وأكد خالد بيومى، المرشح لانتخابات اتحاد كرة القدم، أن تجاهل الرئاسة للرياضة حتى الآن، يعود للفهم الخاطئ للرياضة، التى ما زالت تراها الدولة على أنها «لعبة» أو مجرد مباراة، على الرغم من أنها صناعة واقتصاد، وأشار بيومى إلى أن على الدولة أن تتدخل لحل الأزمات الرياضية، وفصل الدولة والسياسة عن الرياضة حتى لا تتكرر مآسى النظام السابق، مشيراً إلى أنه يجب أن يستمع قادة السياسة لمشاكل الرياضيين، ويتم تفعيل دور المؤسسات الرياضية وعلى رأسها اللجنة الأولمبية.
وحمل خالد مسئولية تجاهل الرياضة لرئيس الوزراء هشام قنديل، متسائلاً أنه إذا كان الرئيس مشغولاً، فلماذا لا يقوم رئيس الوزراء بهذا الدور، وأنهى عضو مجلس إدارة الإسماعيلى السابق والمحلل الكروى حديثه ساخرا:ً «لن يجلس معنا محمد مرسى؛ لأنه ما فيش عيد للرياضة، مثل عيد الفلاح».