بروفايل| «هويدى» رايح جاى
دفاعه المستميت عن تنظيم الإخوان ألصق به تهمة الانتماء الفكرى للجماعة التى فشلت فى حكم مصر، يفضل السباحة ضد التيار، ويشعر بالاضطهاد من قبل أجهزة الدولة منذ أن كان كاتباً فى جريدة «الأهرام»، جمع مقالاته الممنوعة من النشر فى كتاب سماه «المقالات المحظورة»، وبعد أن ولى زمن الحظر، راح يُسخّر عموده اليومى فى الصفحة الأخيرة من جريدة «الشروق» لإثبات صحة أفكاره التى يعتقدها ويتشبث بها منذ عقود طويلة، إنه الكاتب والصحفى فهمى هويدى صاحب المقالات المثيرة للجدل.
تسبب «هويدى» فى إثارة الجدل حوله فى السنوات الثلاث الأخيرة، فمن الناس من يظنه مفكراً وكاتباً إسلامياً فقط بحكم تبنى أفكار الجماعات الإسلامية المعتدلة منها والمتشددة، والبعض الآخر يظنه كاتباً ثورياً يدافع عن مكتسبات ثورة يناير، لكن صمت الرجل عن جرائم تنظيم الإخوان فى الفترة التى أعقبت عزل محمد مرسى، التى تضمنت اقتحام أقسام الشرطة واستهداف الضباط وحمل سلاح بدون ترخيص على مرأى ومسمع من الجميع، أدى إلى فقدان الثقة فيما يتناوله فى كتاباته، إذ تبنى وجهة نظر «الإخوان» وحلفائها، ولم يمد بصره إلى ضحايا الطرف الآخر، ولم يحملهم أى مسئولية عن العمليات الإرهابية التى أوقعت عدداً كبيراً من جنود الشرطة، وبرّأ ساحتهم من القتل والإجرام واقتحام أقسام الشرطة، بل برّأ الإخوان من اقتحام فيلا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى برقاش بالجيزة وحرق مكتبته التراثية الفريدة، وادعى أنهم لم ينفذوا تلك الجريمة، وهو ما اضطر «هيكل» -الذى عمل معه «هويدى» وتعلم منه سنوات عديدة- أن يرد عليه ويرسل له مقالاً عنونه بـ«شيطان ما لعب فى برقاش»، مضيفاً: «ولولا أنه أنت، ما كنت توقفت، وربما ما كنت رددت».
حاول فهمى هويدى، المولود فى مركز الصف بالجيزة عام 1937، الدفاع عن نفسه من تهمة الدفاع عن الإخوان وتبنى أفكارهم عقب منعه من السفر إلى مدريد الأسبوع الماضى، وقال فى حوار تليفزيونى أجراه معه الإعلامى شريف عامر أنه كان ينتقد محمد مرسى والإخوان، بل كان من أوائل من نصحهم بعدم المشاركة فى البرلمان، وكان رافضاً لدخول محمد مرسى انتخابات الرئاسة من الأساس، وانتقده بعد أن تولى الرئاسة، ناسفاً بذلك كل ما كان يردده ويكتبه من مقالات.
تخرج «هويدى» فى كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1960، والتحق بقسم الأبحاث فى جريدة الأهرام عام 1958 حتى عام 1965 وقضى فيها 18 عاماً. ثم تولى رئاسة تحرير مجلة «أرابيا» الإنجليزية التى كانت تصدر فى إنجلترا عام 1983 لعدة أعوام قبل أن يتخذ قرار العودة نهائياً إلى مصر عام 1985، ليعود إلى صحيفة الأهرام وينشر مقالاً أسبوعياً كل ثلاثاء استمر دون انقطاع حتى عام 2008.