حلم عمره 30 عاما.. "سملا" قرية مكافأة اسم "محمد" تحت التطوير
تسجيل 3 مواليد منذ بداية نوفمبر وصحف عربية نقلت المبادرة عن "الوطن"
قرية سملا
على بعد نحو 20 كيلومتراً من مدينة طنطا، في محافظة الغربية، تقع قرية "سملا"، إحدى القرى التابعة لمركز قطور، والتي أصبحت حديث وسائل الإعلام مؤخراً، بعد إعلان احدى الجمعيات الخيرية فيها عن منح مكافأة بقيمة 300 جنيه لكل مولود ذكر حديث يحمل اسم "محمد" لأهالي القرية، وذلك لمدة عام.
جاء قرار تلك الجمعية كنوع من تشجيع الأسر التي تستعد لاستقبال مولود جديد على تسميته باسم النبي "محمد"، وذلك في ظل الحملة المسيئة التي يتعرض لها الإسلام والنبي الكريم.
استغرقت رحلة السيارة من موقف مجمع السيارات في "سبرباي" بطنطا إلى محطة الوصول في قرية "سملا"، 20 دقيقة، وبمجرد أن تطأ قدماك شوارع القرية، مشاهد مختلفة تراها عيناك، ما بين مزارعين يصطحبون ماشيتهم، وطلاب وموظفين عائدين من مدارسهم وأعمالهم، وأعمال حفر في مشروع الصرف الصحي، والذى أصبح حقيقة بعد 30 عاماً، كان بمثابة الحلم لأهالي القرية.
"الحلم أصبح حقيقة"، جملة قالها "مصطفى طعيمة"، أحد شباب القرية، مؤكداً أن "سملا" من أكبر قرى مركز قطور، يقطنها أكثر من 30 ألف نسمه، وظلت على مدار السنوات الماضية تعاني من الإهمال وانعدام الخدمات، وفي 2018 شهدت أعمال تطوير وطفرة في الخدمات، بدايةً من هدم مبنى الوحدة الصحية، بعد غلقه منذ 2010، وانشاء مركز طبي متميز يخدم القرية والعزب المجاورة، ويجري حالياً تجهيزه بالأجهزة اللازمة لتقديم الخدمات الطبية لأهالي القرية.
وأضاف "طعيمة" أن عدم وجود خدمة الصرف الصحي في القرية كانت تمثل مشكلة كبيرة يعاني منها الأهالي، تؤرقهم على مدار أكثر من 30 سنه ماضية، وكان كل حلمهم مشروع للصرف الصحي ينقذ القرية من كارثة انهيار المنازل على سكانها، بعد تسرب المياه أسفلها من بيارات ومواسير الصرف العشوائية، التي أقامها الأهالي.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأت القرية تشهد تحقيق الحلم، بعد إدراجها ضمن مشروعات الصرف الصحي بمحافظة الغربية، وقبل نحو 3 شهور، بدأت أعمال الحفر في المشروع، كما شهدت أيضاً تطوير مكتب البريد، خلال العام الحالي، تيسيراً على أهالي القرية، وخاصةً أصحاب المعاشات، في إنهاء خدماتهم البريدية دون تحمل عناء ومشقة السفر إلى مركز قطور.
وعن قرار جمعية "شباب سملا" الخيرية بمنح مكافأة 300 جنيه لأسرة كل مولود حديث يحمل اسم "محمد"، قال "حاتم زكريا"، مسئول الأزمات في الجمعية، إن أهالي قرية سملا لا يختلفون عن غيرهم من السكان في جميع قرى مصر، يوجد بها العديد من الأسر الأولى بالرعاية والتي تحتاج إلى مساعدات مادية وعينية، مشيراً إلى أن الجمعية لها نشاط خدمي منذ عام 2012، سواء في مساعدة الأسرة المحتاجة، أو في التعاون مع أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، لتوصيل المساعدات الخيرية إلى مستحقيها.
وأضاف أن الجمعية شاركت مؤخراً في أكبر قافلة إنسانية، التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للأسر الأولى بالرعاية، وهي الجمعية الوحيدة في مركز قطور، التي تم اختيارها من قبل الجهات الإدارية في وزارة التضامن الاجتماعي، للمساعدة في توصيل المساعدات للأسر الأولى بالرعاية.
وأوضح مسئول الأزمات في الجمعية أن المبادرة كانت من أجل تكريم النبي الكريم والدفاع عنه، بعد حملة الإساءة التي تعرض لها، مشيراً إلى أن الفكرة كانت لمجلس إدارة الجمعية، على غرار فكرة تم تطبيقها في جمهورية الشيشان وبعض الدول العربية والإسلامية، بتقديم مميزات وهدايا لكل مولود جديد يُسمى على اسم النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، تكريما للنبي الكريم، ورغبة في نشر اسمه بشكل واسع بين أهالي القرية، والتشجيع والحث على الاقتداء بسنة الرسول.
وأوضح أن المبادرة بدأت في أول نوفمبر الجاري، وتم تسجيل 3 مواليد حتى الآن، وكان من المقرر أن تصرف المكافأة الجمعة القادمة، وأضاف أن الخطأ الإجرائي بعدم إخطار الجهات المعنية والإدارية "خطأ غير مقصود"، وحالياً يتم التواصل مع الجهات المعنية لمعرفة إمكانية تدشين المبادرة من عدمه.
وأكد "زكريا" أن المبالغ المخصصة للمكافأة ليس لها أي علاقة بأموال الجمعية من صدقات أو نذور أو زكاة أو أعمال بر، ولكنها مقتصرة من الأعضاء أنفسهم، وأضاف أن "صحيفة الوطن ساعدت على نشر المبادرة والفكرة، وفوجئنا بنشرها في بعض الصحف العربية، نقلاً عن الوطن، وهو ما زاد الحماس بداخلنا لتنفيذها، ونحن نجهل القوانين والجانب الإداري، ولم يكن هناك تعمد في مخالفة اللوائح والقوانين".
وفي وقت سابق، أكدت أماني خالد النادري، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالغربية، أن قرار تخصيص مكافأة مالية لأي مولود يحمل اسم "محمد"، الذي أعلنته إحدى الجمعيات الخيرية بقرية سملا بقطور "قرار غير قانوني"، وسوف يجري اتخاذ الإجراءات القانونية بهذا الشأن، وأضافت أن القرار لن يُنفذ لأنه لم يعرض على مديرية التضامن بالمحافظة، لافتةً إلى إجراء تحقيق مع مسئولي الجمعية.