بالصور| مصنع لتحويل قش الأرز إلى ورق.. "رب ضارة نافعة"
"قش الأرز".. مصطلح يثير في الأذهان صورة السحابة السوداء التي تحجب سماء منطقتيّ القاهرة والدلتا سنويًا عند موسم حصاد الأرز، مسبِّبة حرائق وحوادث طرق وحالات اختناق، إلا أن الظاهرة التي فرضت نفسها على طاولات البحث لدى الحكومات المتعاقبة دون جدوى، وجدت حلًا بسيطًا لدى أسرة مصرية يتمثَّل في استخدام "قش الأرز" كمادة أولية في صناعة الورق.
وداخل أحد أزقة حي مصر القديمة، بالقرب من مدينة الفسطاط الأثرية، أنشات الأسرة مؤسستها الصغيرة، "وجدنا أن الفكرة ستعمم الفائدة على المجتمع، فمن ناحية نستطيع التخلص من قش الأرز بصورة لا تضر البيئة، ومن ناحية أخرى سنتمكَّن من مساعدة السيدات اللاتي يعانين من ظروف معيشية صعبة من خلال توفير فرص عمل لهن"، تتحدث الفنانة التشكيلية إيناس خميس، عن الهدف من تأسيسها وزوجها لمؤسسة "النافذة للفن المعاصر والتنمية"، مؤكدة أنها جمعية لا تسعى للربح.
في اتجاه كومة من قش الأرز تمكث في المياه منذ يومين، تخطو سيدة ثلاثينية بابتسامة لم تفلح في إخفاء إجهاد يأسر براءة وجهها، وشعر أسود معقود خلف رأسها أسفله ملابس متهالكة من أثر العناء.. حملت السيدة الثلاثينية كتلًا كبيرة من قش الأرز وألقت به تحت نار متوهجة، "بنسيب قش الرز يتطبخ ساعتين أو تلاتة بعدها نغسله ونطحنه نص ساعة عشان يبقى عجين"، بحسب بطة.
مهمة بدائية تقوم بها السيدة الثلاثينية خلال عملها بمصنع الورق من مخلفات نبات الأرز.. قطعة من "العجين" فوق مصفاة حديدية تغمرها "بطة" بيديها داخل حوض ماء مصنوع من مادة رخامية ملساء، لتعقبها بتثبيتها على الحائط "بنمرر أسفنجة مبللة على المصفاية عشان الورق ينفصل عنها ويلزق في الحيطة بعدين بنسيبه ينشف"، وفقًا لصانعة الورق.
خمس سيدات يقبعن داخل مصنع الورق الصغير، ساعات مرهقة تقضيها السيدات الخمس بين عاملات تصنيع وأخريات مصممات للورق المصنوع "لما الورق بينشف بنطبع عليه أشكال مختلفة ونعمل منه علب وأكياس هدايا وممكن كمان كشاكيل وكروت" وفقا لأمنية، إحدى موظفات المصنع، عن دورها في منظومة صناعة الورق من قش الأرز.
مؤسسة "النافذة" تعتمد بشكل كبير في تسويق منتجاتها على الأجانب الموجودين في مصر، بحسب مؤسستها، إلا أن تلك السوق الرائجة انحسر الإقبال عليها عقب قيام ثورة 25 يناير، "قلة الإقبال على شراء منتجاتنا الورقية أدت إلى قلة العائد الذي نحصل عليه وندفع منه رواتب الموظفين"، تتحدث "خميس" عن حالة المشروع بعد تسع سنوات من إنشائه.