الحبيب الجفرى يواصل الرد على الملحدين | من كان صادقاً.. سيعود إلى الله
خيرى: أهلاً وسهلاً بحضراتكم وحلقة جديدة من «لحظة سكون»، ما زلنا نواصل مع صديقى الملحد أحمد حرقان لنرى ماذا يقول.
أحمد حرقان: أمضيت وقتاً طويلاً، أدعو «يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك، كنت أحبك وأنا لست بحاجة لغيرك، لا تلمنى فأنت فى ضميرى يعنى، وهنا نتحدث عن قصة قتل يهود بنى قريظة، هم بالنسبة لى، بشر، المفترض أن نتعامل معهم بحضارة، وإنسانية، أنا أفهم جيداً أن قتل الأسرى جريمة ومصيبة، وكارثة، فقتل 600 أسير من بنى قريظة فيهم أطفال هذا ليس مقبولاً بالنسبة لى، ومشايخنا كرروا القصة، على سمعنا مئات المرات، ونحن كذلك بدورنا كررناها كثيراً ونحن نتكلم عن الإسلام، والقصة معروفة ومشهورة جداً، إنه بعد أن نزل بنوقريظة على حكم سعد بن معاذ، قضى فيهم أن يعدم كل الرجال وكل من نبت له شعر العانة من الأطفال! فـهذه كانت بالنسبة لى شيئاً قاسياً جداً.
فكرة الاغتيالات النبوية، وأن النبى أمر باغتيال أناس لمجرد أنهم انتقدوه، وأيضاً قصة عقبة بن أبى معيط مثقف قريش، لما قال إن هذه أساطير الأولين نزلت فيه 6 آيات من القرآن ترد على كل الأبيات اللى نزلت على فكرة أساطير الأولين كانت نازلة فى عقبة بن أبى معيط، إنه كان طبيباً وتعلم فى فارس وكان يقول للمشركين الرافضين لدعوة محمد فى مكة، كان يقول لهم إن هذا كله أساطير، فى النهاية فى بدر دفع الرسول عقبة بن أبى معيط إلى على بن أبى طالب ليضرب عنقه! فلم أحب ذلك الأمر منه.
فى تلك الفترة لم أقابل ملحدين نهائياً، ولم أقرأ كتاباً فى الإلحاد، وبدأت أفكر فى هذه الأمور بجدية سنة 2010، فحدث ذلك وقتها، وأخذت قراراً بأن أترك دين الإسلام، ولم يكن الأمر سهلاً، كنت أمشى فى الأراضى الزراعية وأنظر إلى القمر، وأقول يا رب لو أنت خلقت القمر هذا أنقذنى لأننى على وشك أن أترك دين الإسلام أنا لم أعد مقتنعاً، لو أنت موجود فعلاً أعطنى إشارة بأى شىء، ولم أجد إجابة، فقررت أن أترك الإسلام.
خيرى رمضان: هذا ما قاله أحمد حرقان وهو يبدو متألماً، لم أعرف لماذا رأيت فى ملامحه ألماً وتردداً، على الرغم من أنه يعلن أنه وصل إلى النهاية وأنه ألحد، هل تتفق معى على هذا الإحساس؟
الجفرى: الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، اليقين الذى استقر فى قلبى بدون شك عندما استمعت إلى هذا التقرير هو أن الله تعالى سيكرم أخى أحمد بأن يدله عليه وسيكون إيمانه أقوى بكثير مما كان عليه قبل ذلك، لأن هذا الإيمان الذى سيقبل عليه سيكون بعد دراسة، ولأمر آخر، لا يتغير ولا يتبدل فى حكمة الله وفى سنته فى الوجود، هو أن الإنسان إذا توجه بصدق إلى الله فالله تعالى لا يخيبه أبداً، هو ذكر أنه كان يدعو بإلحاح فى الحرم، كان يتوجه إلى الله هنا وهناك، أصدقه أنه فعل ذلك، وأصدق بناءً على ذلك أنه سيعود أفضل مما كان عليه، لأن الذى كان عليه فى السابق كان مبنياً على منهج لا تسأل لا تفكر لا تُناقش، لهذا مطمئن أن الله سبحانه وتعالى لن يُضيع هذا الرجل.[FirstQuote]
خيرى: لماذا النبى عليه الصلاة والسلام قتل يهود بنى قريظة؟ فكيف يأمر بقتل أطفال ونساء؟!
مشكلة بنى قريظة أيضاً ليست بجديدة، مثل قصة سيدتنا زينب التى ذكرت من قبل، وهذه المشكلات بدأت بعد القرن الخامس الهجرى وأصبحت فى كل عصر تأتى فيه موجة من الموجات تعاد بشكل أو بآخر بصياغة مختلفة، بمعنى أن المشكلة أثيرت بعد 4 قرون من حدوث الواقعة، العصر الذى حدثت فيه القضية لم يستنكرها أحد وهى الفرصة لمن يريد أن يستنكر.
بنو قريظة هم قبيلة من قبائل اليهود، عاهدوا النبى صلى الله عليه، وآله، وصحبه وسلم على أن يحموا جانبهم، بمعنى أنهم فى طرف من أطراف المدينة، ولن يسمحوا بأن تأتى الجيوش الغازية من جهتهم، وما حدث، أنه جاء رجل إلى سيد بنى قريظة، يدعى، حُيى بن أخطب، ودخل ووسوس لهذا الرجل وقال له ما يعنى، أنها فرصة جاءت لقريش بما فيها، والعرب من الأحزاب للقضاء على محمد، فقال له فإذا نجح؟ يعنى إذا هزم، قال لا يمكن أن ينجح وأخذ يُقلب له.
فشاور رجال قومه فكان الرأى الذى اجتمعوا عليه هو الخيانة، والانقضاض على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأضف إلى هذا مسألة مهمة، العهود التى بذلها النبى صلى الله عليه وسلم لليهود فى المدينة كانت استباقا كُلياً، لأنها جسدت من موضوع المواطنة لم يكن حتى فيها الجزية، كان خلاصة ما فيها لنا مالنا، وعليهم ما عليهم، المساواة الكلية فى حقوق المواطنة كانت الثمرة أنها حصلت الخيانة، وكاد المسلمون يُبادون بسبب أن رجال هذه القبيلة قرروا أن يخونوا، فلما نصر الله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه على الأحزاب. لما بلغ النبى الخبر أرسل، وقال انظروا ما القصة هل بالفعل هم خانوا العهد؟ فجاءه الخبر بالفعل خانوا العهد، فتوجه إليهم الجيش وبدأ الحصار، وطلب بنوقريظة أن ينزلوا على حُكم سعد بن معاذ، فهذه الجزئية الأولى، ليسوا أسرى كما قال أخى أحمد، فحكم سيدنا سعد بن معاذ أن يُقتل كل الرجال الذين ارتكبوا الخيانة العُظمى، فأعدم رجال بنى قريظة لارتكابهم الخيانة العظمى، وأُعفى من ذلك النساء والأطفال.[SecondQuote]
خيرى: إذن ليس صحيحاً ما قرأه أحمد عن بنى قريظة والأسرى!!
الجفرى: هم لم يكونوا أسرى، هم نزلوا على حُكم بمعنى احتكموا إلى محكمة إلى قضاء كما نسميه اليوم، سُلطة قضائية. والأمر الثانى: غير صحيح أنه قتل أطفالاً وهنا ملمح آخر يقول لأنه من نبت شعر فى عانته هذه من الانخداع لن أقول إنه مُخادع أعرف الشاب هذا ليس مخادعاً، لكن من الانخداع الذى حصل فى التزوير الثقافى، ما معنى التزوير الثقافى؟ أن تنقل مصطلحات واعتبارات ثقافية فى عصر لتفرضها على عصر آخر يختلف، فى عصرنا من كان دون الثامنة عشرة يعتبر قانونياً فى حكم الحدث طفلاً، فى ذلك العصر أبداً مجرد أن يبلغ الحُلم يصبح رجلاً، ما معنى يصبح رجلاً؟ يشارك فى اتخاذ القرار، يخوض معارك، يتزوج.
خيرى: كان منهم قادة حروب أقل من 20 سنة؟
الجفرى: تماماً، فكان السائد فى تلك الثقافة أن البلوغ هو مؤشر الرجولة، يُزوج، يُشاور، يقود معارك، يُشارك فى معارك، يتاجر، يسافر يأتى يذهب، هو فى مصطلح ذلك العصر ليس بطفل. فعندما آتى بمقياس عصرى أنا الذى يعتبر من كان دون 18 طفلاً لأحكم به على مقياس عصر آخر، هذه خيانة أكاديمية، أو غش ثقافى.
لم نسمع أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قتل كل رجال خيبر، لم نسمع أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يثبت، بل ثبت العكس أنه قتل كل رجال قينُقاع بل صالحهم على أن يغادروا المدينة، إذن ما دمتم أنكم أنتم قررتم أن تنفصلوا عن المواطنة وتضربوا وتهدموا هذه الدولة، انصرفوا لا تصلحون للمواطنة فيها، يعنى سحب جنسية، ترحيل، هذا الذى حصل لهم.
خيرى: من هو عُقبة بن أبى معيط؟
الجفرى: عُقبة بن أبى معيط ليس كما ذكر أخى أحمد أنه كان مثقف قريش وأنه كان مُنظراً وأنه كان طبيباً وذهب إلى هناك ورجع، لا، عقبة بن معيط رجل من سادات كفار قريش، وكان رجلاً مجرماً عذب الكثير من المستضعفين فى مكة المكرمة وقتل عدداً منهم، جاء ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى هيئة السجود فى صحن الكعبة، فأخذ قاذورات الناقة بعد ولادتها، سلى الناقة ووضعه على عاتق رسول الله، كان يبصق فى وجه النبى صلى الله عليه وآله وسلم، عن أى مثقف تتحدث، هو ارتكب جرائم حقيقية فى حق الإنسانية فى المستضعفين، فلهذا النبى صلى الله عليه وآله وسلم، أمر بقتله، لعل أخى أحد اختلط عليه عٌقبة بن أبى مُعيط بالنضر بن الحارث.
النضر بن الحارث يحاول بعض، أدعياء الثقافة، أن يقدموه فى صورة الفيلسوف المفكر، المثقف، المطلع على الحضارات الأخرى، والحقيقة أن هذا الرجل لم يكن مثقفاً ولم يكن يعرف عليه شىء من ذلك، هذا الرجل لما رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد صدع بدعوته ورأى أنه مع بقية زعماء الكفار فى مكة فشلوا فى أن يردوا على حجج النبى صلى الله عليه وآله وسلم، ذهب إلى الشام، والعراق يبحث عن أدلة من الثقافات الأخرى ورجع فلم يستطع بها أن يرد، ورجع يقول أساطير الأولين، ثم لما عجز أن يقيم الحجة ذهب إلى المدينة المنورة عند اليهود وصار يسألهم، ظهر فينا واحد كذا وكذا، فطرحوا له 3 أسئلة، قالوا إن أجاب عنها فهو نبى، إن لم يجب فلكم أن تشكوا فيه.
عاد إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم أمام قريش وطرح الأسئلة الثلاثة، قال أنبئكم عنها، بمعنى غداً، بعد غد أنتظر، فمر 15 يوماً، لم يرد النبى، الوحى توقف..
بعد نصف شهر نزل الوحى وهم يستهزئون ويضحكون، طبعاً لا توجد مصادر معرفة، لا إنترنت ولا غيره، فالذى عندك عندك، ولم يكن هناك أحد ممن جاء مكة معروف عنه هذا الأمر، وإلا تابعوا رسول الله وقالوا هل جلست مع من تضحك علينا، البارحة أتاك فلان أبداً، فأجابهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم على الأسئلة كما جاء فى سورة الكهف، فى الأسئلة التى طُرحت.
فلما رأى النضر بن الحارث أن كل ما حاول أن يفعله قد فشل بدأ فى التفكير فى كيفية اجتثاث قبيلة النبى صلى الله عليه وسلم وأى قبيلة تؤمن بالنبى، فكان هو أحد الذين طبخوا قصة حصار أبى طالب، وهو الذى كتب الوثيقة بيده، مقاطعة لقبيلة النبى الذين هم بنو هاشم، مات عدد كبير من القبيلتين، من شدة الجوع والمرض والألم فهو الذى تسبب فى إبادة جماعية وتسبب فى حصار كُلى على الإنسانية.
هذا السبب الأساسى الذى بسببه أمر النبى بقتله إذا ظُفر به، تسبب فى هذه المجزرة، تسبب فى هذه الكارثة، ثم كان أحد الذين رتبوا مسألة اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطريقة شيطانية، وهى حتى يتفرق دمه بين القبائل، وكان أحد الذين ذهبوا ليضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.