بالصور| 40 دقيقة في رحاب "الست".. وأمسيات بحديقة متحفها خلال رمضان
مكان لا تدبه أرجل الزائرين تقريبًا بمنطقة روضة النيل، يعرفه مرتادو المكان أو من يقرأ اليافطة وهو بسيارته بـ"قصر المانسترلي"، لكن عند دفع تذكرة الدخول إليه يكون السؤال "عاوزين مقياس النيل ولا المتحف؟"، الرد التلقائي يشير إلى التوجه لمنطقة ثالثة التي يقصدها الزائر من البداية "القصر"، لكن يحل السؤال التلقائي: "أي متحف؟"، ليكتشف وجود متحف لأم كلثوم في أحد ملاحق القصر، تكلفة دخوله جنيه للطلاب و2 جنيه لغيرهم و6 جنيهات للأجانب، يعمل من التاسعة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، تتغيَّر الوجهة إليه.
سواد الحوائط وبياض الأنوار.. الوسيلة التي عبر بها، مصممو المتحف الإيطاليون، إلى منافذ الزمن الجميل، تزوغ الأعين على أناقة الفساتين التي ارتدتها "الست" في حفلاتها بألوانها الناصعة من جهة، وصورها المجمعة مع عمالقة الفن والسياسة في الجهة المقابلة، خطوات معدودة تقف أمام "جرامافون" الست تجاوره صورها في الشباب.
"كلموني تاني عنك، فكروني، صحوا نار الشوق في قلبي وفي عيوني، رجعولي الماضي، بنعيمه وغلاوته وبحلاوته".. من تخطو قدماه المتحف وسط عراقة الماضي لا يسعه غير دندنة أغنية "فكروني" فيلاحقه الموظفون بتشغيلها وكأنه يجالس "الست" انفراديًا، يتجاذبون أطراف حديث ما مضى، ولا يكون للمتحف وقعه في النفوس دون أن يشارك الشاعر أحمد رامي بقصيدته المحفوظة بالمتحف، "حيرت قلبي معاك وأنا بداري وأخبي، قولي أعمل إيه ويَّاك ولا أعمل إيه ويّا قلبي".
مرتادو المتحف، الذي بُني من 11 عامًا قليلون، لقلة العارفين بوجوده، لاعتباره أحد الأماكن التي كانت مستقرًا لـ"سوزان مبارك" قرينة الرئيس الأسبق، حيث شهدت حديقته على الحفلات الخيرية وتجمعات نساء المجتمع التي كانت تقيمها، حتى اقترحت على الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة آنذاك، بناء متحف لأم كلثوم بهذه البقعة، وقد كان، يتبع صندوق التنمية الثقافية.
"الهلال الماسي".. من المفاجآت التي تنتظر زائري المتحف، بالمعلومة التي يجهلها الكثيرون، أن الهلال الذي كانت ترتديه أم كلثوم في معظم حفلاتها وعدَّه البعض أحد "الإكسسوارات" التي تقتنيها، هو "ماسي" أهدته لها عائلة كبيرة لقبها "هلال"، كتذكار منهم للست ويبلغ ثمنه ما يعادل 25 مليون جنيه، والنظارة السوداء الخاصة بها، مرصعة بألماظ حر، يجعل ثمنها يصل إلى حوالي 13 مليون جنيه.
يضع المسؤولون عن متحف أم كلثوم برنامجًا خاصًا للست في شهر رمضان، من كل عام، من خلال تقديم الفرق والمواهب الجديدة، تطرحه عبر موقعها الإلكتروني، المتحف الذي تبلغ مساحته 1000 متر مربع بناه صاحبه حسن فؤاد باشا المانسترلي عام 1851، وقد كان (كتخدا) مصر في عهد عباس حلمي الأول، في (الفترة من 1850- 1854) وكان محافظًا للقاهرة عام 1854 ووزيرًا للداخلية عام 1857 وتوفي ودفن بالقاهرة عام 1859.
"نوستاليجا كلثومية" ترتاب من يتجول بين الفاترينات الـ8، التي تضم المقتنيات الشخصية والأوسمة والنياشين، بالإضافة إلى 5 جداريات للصور النادرة الخاصة بكوكب الشرق بطريقة "الكولاج"، ونوت موسيقية وأشعار مكتوبة بخط عدد من الشعراء لأهم أغنيات السيدة أم كلثوم، وخطابات متبادلة بين الراحلة ورجالات عصرها من السياسيين والقادة والشخصيات العامة، وأوراق ومذكرات خاصة.
تستغرق الجولة داخل المتحف المميز 40 دقيقة، تقضي نصفهم داخل قاعة السينما، التي تعرض فيلم تسجيليًا لأم كلثوم من إنتاج صندوق التنمية الثقافية، يتضمن مقتطفات من قصة حياتها، وأجزاء من أفلامها الستة وحفلاتها في مصر والوطن العربي ويختتم بجنازة أم كلثوم، و10 حقائق أخرى تُقضى في قاعة "البانوراما" التي تعرض مجموعة صور للمراحل العمرية لأم كلثوم خلال حياتها وصور لأفلامها، وأخرى مع الفنانين والمطربين ورؤساء الدول العربية، يصاحب هذه الصور موسيقى للفنان راجح داود، أما بقاعة المكتبة السمعبصرية، التي تضم 5 أجهزة كمبيوتر تعرض كل ما كتبته الصحافة العربية عن أم كلثوم منذ عام 1924 حتى عام 2000.