رئيس قافلة الأوقاف للسودان: ننشر الوسطية في العمق الأفريقي (حوار)
«فهمي»: مصر بقلوب وعيون السودانيين وعملنا علي ترسيخ أسس التعايش السلمي
د. أشرف فهمي
قضت قافلة وزارة الأوقاف الدعوية، 12 يوما في السودان الشقيق، شارك بها أئمة وواعظات سعوا لنشر الوسطية في العمق الأفريقي، حسب ما قال الدكتور أشرف فهمي، مدير التدريب في وزارة الأوقاف، ورئيس القافلة الدعوية للسودان، في حواره لـ«الوطن»، مؤكدا أنّ مصر في قلوب وعيون أهل السودان، وأنّ القافلة عملت على ترسيخ أسس التعايش السلمي المشترك بين البلدين الشقيقين، وإلى نص الحوار..
12 يوما في السودان، ماذا قدمت بعثة الأوقاف دعويا في الدولة الشقيقة؟
نسأل الله أن يكتب لنا القبول والفتح، والقافلة الدعوية المصرية التي اتجهت إلى السودان الشقيق، حققت كل أهدافها المرجوة من تعظيم المصالح المشتركة بين الوزارتين من الجانب الديني، وتعزيز أواصر الإخوة والمحبة، والتأكيد على ما يجمع البلدين الشقيقين من التاريخ والجغرافيا واللغة والجوار.
ومن ثمرات القافلة ما وجدناه من تطابق فكري وعلمي بين الوزارتين، وتبادل الخبرات العلمية بين الأئمة المصريين والسودانيين، من خلال ورش العمل واللقاءات والندوات ودورس المساجد، ودواوين الزكاة، ومراكز تدريب الأئمة، ومراكز التدريب بالسودان، وزيارة الكنيسة، وزيارة ساحات الطرق الصوفية وأنشطتها العلمية والدينية.
هل تشارك واعظات الأوقاف في قوافل خارجية؟
من ثمرات القافلة تفوق الواعظات في تجربة فريدة لأول مرة في تاريخ الوزارة، في تبادل الخبرات ونقلها بين الواعظات المصريات والسودانيات، ما يجعلنا نرفع القبعة أمام الواعظات الفضليات على الجهود الرائعة التي بذلت في هذه المهمة طوال 12 يوما من العمل المتواصل علمًا وأداء وتواصلا.
ما النقاط التي عالجتها القافلة هناك؟
عالجت القافلة موضوعات حيوية تقتضيها المرحلة الراهنة، بينها الحفاظ على الأوطان، من حيث إنّه من مقاصد الأديان وكونه من الكليات الست، والتعايش السلمي بين البشر جميعًا على أسس المواطنة المتكافئة والتعارف والتآلف والتعاون، وحب الأوطان، إلى جانب الإيمانيات والروحانيات، ومكانة ومنزلة سيدنا محمد عند ربه، وتصحيح الأفكار المغلوطة، وحب الوطن، والإخاء، والتعاون، وإعلاء المصلحة العليا للوطن، العلم والعمل،
كيف ينظر أبناء السودان إلى مصر؟
لفت نظري جدا حب السودانيين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أجج داخلنا مشاعر الحب لرسول الله لدينا، لانتشار الطرق الصوفية المتزنة والمعتدلة في الفكر والتصوف، فهم أصحاب خلق وكرم ومودة، ومن ثمرات القافلة بالسودان الشقيق، أنّ عددًا كبيرًا من أهل السودان يرتبطون قلبا وقالبا بمصر المحروسة، لدرجة أنّ بعضهم ينشد فيها أشعارًا، وارتباطهم الكبير بآل بيت رسول الله، فأحد المسؤولين بالسودان يقول: «مصر كنانة الله في الأرض والمصريون يُحترمون ويُقدرون لأنّهم أصهار رسول الله»، وآخر يقول: «مصر في وجدان السودانيين».
كيف تابعتم الخطاب الدعوي في السودان؟
من ثمرات القافلة نشر الفكر المستنير في دول أفريقيا، تدعيمًا للمصالح المشتركة والتعاون المثمر في توطيد العلاقات المصرية بدول الجوار، والإخوة السودانيين قدموا أروع النماذج في المشاركة والتفاعل الإيجابي مع الأئمة والواعظات المصريين والمصريات، لنقل الخبرات وتبادل المعلومات.
وعقدنا ورش عمل ناقشت مطويات الأوقاف المصرية، تحت عنوان «نتعايش باحترام، حقوق وحريات، ومخاطر الإلحاد»، إضافة إلى شرح مكونات سلسلة رؤية للفكر المستنير والتي تضم 20 كتابًا من إصدارات وزارة الأوقاف المصرية، وتعالج موضوعات غاية في الأهمية خلال الوقت الراهن.
كيف يتم مواجهة الخطاب المتطرف في أفريقيا؟
الإسلام دين التسامح والعفو والرحمة والإنسانية، وبنى رسول الله الدولة على 3 أمور، الأول المسجد ليوثّق صلة الخلق بخالقهم، والثاني آخى بين المهاجرين والأنصار على التعاون والإيثار والمحبة والإخوة الصادقة واحترام الإنسان دون النظر إلى اللون أو الجنس أو اللغة أو العقيدة، حيث قال في حجة الوداع: «أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فرق لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى والعمل الصالح».
أما الثالث فهو العهود والمواثيق من خلال وثيقة المدينة، حيث كانت بمثابة الدستور الذي يبين الحقوق والواجبات، فكل مواطن له حق وعليه واجب، كذلك ضرورة الحفاظ على الأوطان فهو من صميم مقاصد الأديان، وليس كما تقول جماعات الإرهاب، فالنبي كان يحب وطنه، ويدعو له بالبركة، فمحبة الوطن تستلزم التعمير فيه والبناء والتشييد، والحفاظ عليه والعمل على رفعته وتقدمه.