في رأس البر.. يأتيك المرض من شاطئ البحر
لم يصدق الرجل الأربعيني عينيه، مشاهد التلوث التي تلاحق أسرته وأهالي مدينته، "كان بقالي كتير منزلتش البحر ولا عديت على شط رأس البر، لأني شغلي في المنصورة وبنزل إجازات نوادر، وفي يوم إجازتي أخت عيالي ونزلنا شط العائلات، لقيت البحر مليان مخلفات طبية والبحر بيطردها على بره والناس بتدوس عليها عادي وبتعوم في وسطهم"، قرر "عصام" أن يلتقط صورًا يوثِّق من خلالها الكارثة الصحية التي تهدد حياتهم، "نزلت صورت الشاش والقطن والحقن وكل المخلفات اللي كانت على الشواطئ، بعد ما اكتشفت من الأهالي إنهم عارفين إن المستشفيات هي اللي بترميها في البحر، وحاولت أوعيهم إننا لو سكتنا هنبقى بلد الأمراض".
جمع "عصام" شكاوى عديدة تقدم بها من السكان لمسؤولي المدينة والمستشفيات المتسببة في إلقاء المخلفات في البحر لكن بدون طائل- حسب عصام: "كل يوم نتصل بالحي والمسؤولين ونترجاهم ييجوا يشيلوا مخلفات الطبية من البحر علشان خاطر ولادنا ما يتأذوش، ومن يوميها بنستقبل وعود وهمية بالحل، وتمر الأيام، ولا المسؤولين بيمنعوا المستشفيات ولا المستشفيات بيبطلوا رمي مخلفاتهم في البحر".
"كارثة صحية حقيقية، والسكوت عنها جريمة"، قالها الدكتور يحيى عبدالعال، أخصائي فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، مؤكدًا أن استمرار إلقاء المخلفات الطبية التابعة للمستشفيات في البحر، يساعد في انتشار مرض فيروس "C" والإيدز، "بالشكل ده هنبقى البلد الأولى في العالم اللي منتشر فيها فيروسات الدنيا، المستشفيات دورها دائمًا إنها تعالج لكن في مصر دورها الوحيد إنها تجيب المرض لو استمرت على هذا الإهمال".