«المصيلحى» على رأس فلول الشرقية وعتمان: الوفد ضم رجال مبارك بعد الثورة
الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة فى محافظات ال[FirstQuote]وجه البحرى بدأت من الآن، ويتوقع محمد عبدالعزيز، أمين حزب التجمع فى محافظة الغربية، أن يعتمد «فلول الحزب الوطنى المنحل على الرشاوى الانتخابية للناخبين من خلال العائلات أو بشكل شخصى، بالإضافة إلى أن العمال كانوا ينتخبون نفس المرشح اللى على هوى صاحب العمل، لكن أعتقد أن هذا الأمر بدأ يتراجع بعد ثورتين شهدناهما فى مصر».
أوراق اللعب فى «الغربية» لن تختلف كثيراً عن بقية محافظات الدلتا، حسب ما يراه «عبدالعزيز»، الذى يضيف أن «الغربية كشأن كل المحافظات التى تلعب فيها الأحزاب الدينية على ورقة الدين وقال الله وقال الرسول، بالإضافة إلى تقديم المساعدات المادية للناخبين من خلال الجمعيات الخيرية».
لكن «ستار الجمعيات الخيرية» لن يكون الواجهة لأنصار جماعة الإخوان وحدهم، وفق توقعات هدير ياسين، الناشطة السياسية بالغربية، التى تقول: «سيعتمد فلول الحزب الوطنى المنحل على هذه الجمعيات أيضاً لغسل سمعتهم التى ساءت بعد ثورة 25 يناير من خلال الأعمال الخيرية».
بدورها، تتوقع «ياسين» أن «يهاجم رموز الحزب المنحل كل خصومهم فى الانتخابات وأن يصفوا كل من ينافسهم بأنهم من المنتمين لجماعة الإخوان، بشكل يقتل المرشحين المنافسين لمرشحى الحزب الوطنى سياسياً».
«تزييف إرادة الناخبين» هو التعبير الذى بدأ به محمد مراد، عضو المكتب السياسى لحزب العمل السابق بالغربية، حديثه عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، قائلاً: «يتم حالياً نشر دعاية تقول إن الكل يريد عودة نواب الحزب الوطنى؛ ففى المحلة مثلاً لافتات وأشخاص يروجون لأن أهالى المحلة بالكامل عاوزين محمود شحاتة والشامى، وهم من أهم رموز الحزب الوطنى المنحل». [SecondQuote]
ينتمى «مراد» إلى حزب الاستقلال (العمل سابقاً) المنضم لما يسمى «تحالف دعم الشرعية»، المؤيد لجماعة الإخوان، وهو يقول: «إن الحزب له نفس موقف تحالف دعم الشرعية بعدم خوض الانتخابات».
فى المقابل، تقول هدير ياسين: «إن غالبية الناخبين فى الغربية لن يصوتوا لأى شخص تابع لجماعة الإخوان؛ نظراً للتجربة التى خاضها المواطنون فى المحافظة مع نواب (الحرية والعدالة)».
فى انتخابات 2011، فاز التيار الإسلامى، وتحديداً حزبَى «الحرية والعدالة» الإخوانى و«النور» السلفى، بأكثر من نصف مقاعد المحافظة، فيما تقاسمت أحزاب «الوفد والإصلاح والتنمية والكرامة ومصر القومى» بقية المقاعد. وتزداد كثافة أنصار التيار الإسلامى فى المراكز الواقعة شرق محافظة كفر الشيخ، حسب تقديرات غير رسمية.
من جهته، يتوقع صبرى عتمان، أمين الحزب الناصرى فى كفر الشيخ، أن تسود الرشاوى الانتخابية فى محافظة كفر الشيخ، قائلاً: «إنه النظام المعمول به منذ أيام الحزب الوطنى المنحل»، مشيراً إلى أن «الكتل الأسرية والعائلات تتحكم فى نتائج انتخابات محافظة كفر الشيخ، خصوصاً فى القرى».
ويرفض أعضاء «التيار الشعبى» بالشرقية خوض الأعضاء السابقين فى الحزب الوطنى أو المؤيدين والمنتمين لجماعة الإخوان الانتخابات البرلمانية المقبلة، وفقاً لتصريحات رضوى الدرندلى، مسئول الاتصال بـ«التيار» فى الشرقية، التى تؤكد أن «أكثر ما سيستغله أعضاء الحزب الوطنى السابقون فى الترويج لأنفسهم هو فزاعة الإخوان وتخويف المواطنين من عودة الجماعة للسلطة لو لم ينتخبهم الناخبون لعضوية البرلمان المقبل، خصوصاً أن محافظة الشرقية من أكتر المحافظات اللى فيها كتل إخوانية أو مؤيدين للإخوان وغير منتمين للجماعة تنظيمياً».
وترى «الدرندلى» أن «دعاية أعضاء الحزب الوطنى السابقين ستمكنهم من حصد أصوات اعتراضية تخشى عودة الإخوان أو مؤيديهم للحياة السياسية»، لكنها تضيف أن «جماعة الإخوان وأنصارها فى المحافظة لن تقل حظوظهم؛ لأن قاعدة جماعة الإخوان فى الشرقية واسعة بحكم وجود مساقط رأس عدد من قيادات الإخوان فى قرى المحافظة، وعلى رأسهم محمد مرسى نفسه».
وتعتبر المنوفية واحدة من أهم نقاط التصويت لأعضاء الحزب «الوطنى» المنحل؛ نظراً لانتماء الرئيس الأسبق حسنى مبارك، رئيس الحزب الوطنى المحكوم بحله، للمحافظة.
ويتوقع بعض النشطاء السياسيين المؤيدين لثورة 25 يناير أن تنطلق دعاية رموز «الوطنى» فى المنوفية من نقطة القاعدة الانتخابية الكبرى للحزب على مستوى الجمهورية، الأمر الذى «سيسير فى اتجاه غير مقبول لدى غالبية الشباب فى الدوائر الانتخابية، بسبب تصدر أعضاء الحزب الوطنى المشهد الانتخابى مرة أخرى بكثافة»، حسب ناشط سياسى بالمحافظة رفض ذكر اسمه.
ويشير المصدر إلى أن «الاعتماد على الرشاوى الانتخابية سيكون من سمات الانتخابات المقبلة»، لافتاً إلى أن «انخفاض المستوى المادى لكثير من سكان القرى والكفور فى المحافظة سيفسح المجال أمام الرشاوى الانتخابية التى اختفت فى الانتخابات التى جرت خلال السنوات الأربع الأخيرة».
وإلى جانب «الرشاوى الانتخابية»، ستسهم «التوازنات العائلية» فى توجيه عملية التصويت فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهذا ما يراه الناشط الشاب، مفسراً موقفه بـ«انتشار لافتات مرشحى الحزب الوطنى والترحاب الشديد الذى تلقاه هذه الدعاية من العائلات ومن عموم الناخبين».
وتكمن خطورة الانتخابات البرلمانية، حسب الناشط السياسى، فى أنها «تؤهل الفائزين للمقاعد التشريعية فى مصر، مقاعد البرلمان الذى يضع القوانين فى مصر وفقاً للدستور، وبالتالى فإن وصول أعضاء الحزب الوطنى بنسب كبيرة فى المحافظات سيسهم فى وضع قوانين تخدم الحزب المنحل، وربما يعيد نظام مبارك».