«محلب» يلوم محافظ المنوفية بسبب التعدى على 70 ألف فدان
اقتحم المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والوفد المرافق له فى زيارته لمدينة «السادات» أمس منطقة التعديات على 70 ألف فدان من أراضى الدولة بالمدينة، وعلى الرغم من تحذيرات مرافقيه له من التجول فى هذه الأراضى، فإنه ذهب سيراً على الأقدام لمسافة طويلة داخل الأراضى التى تعدى عليها أحد المقاولين منذ 7 أعوام، ثم باعها للأهالى ووجه «محلب» اللوم إلى محافظ المنوفية والأجهزة التنفيذية بالمحافظة لعدم اتخاذ أى إجراء ضد المقاول، كما طالبهم بسرعة التحرك لاسترداد حق الدولة فى هذه الأراضى، مشدداً على وجود «إرادة سياسية» لذلك، وأنه «لن يتم التفريط فى حقوق المصريين».
وأضاف «محلب» فى تصريحات على هامش الزيارة أن «الحكومة بدأت بالفعل فى استرداد ما يزيد على ٤ آلاف فدان فى طريق القاهرة - الإسماعيلية الصحراوى، أو غيرها على طريق الإسكندرية الصحراوى»، مؤكداً أن «أراضى (السادات) المتعدى عليها سيأتى أوان استردادها قريباً، حيث سيتم التنسيق بين القوات المسلحة والشرطة لتنفيذ ذلك، فهذه الأراضى تزيد مساحتها على ثلث المدينة، وهى مخططة للأنشطة العمرانية المختلفة، وتقدر قيمتها بعشرات المليارات من الجنيهات، كما أنها تمثل جزءاً من التوسع العمرانى للدلتا كلها».
وأجرى «محلب» حواراً مع أحد الموجودين فى قطعة مزروعة من الأراضى المتعدى عليها، وسأله عن سند ملكيته للأرض، فقال: «أنا أعمل هنا فقط، وصاحب الأرض ليس موجوداً»، فقال له رئيس الوزراء: «الدولة هى صاحبة الأرض، وستستردها، وهناك غلابة كثيرون يحتاجون لكل شبر من هذه الأراضى المتعدى عليها بدون وجه حق، هترجع هترجع».
من جانبه، قال اللواء ممتاز فهمى، مدير أمن المنوفية، إنه «تم إزالة التعديات على أراضى الدولة بـ(السادات) 3 مرات خلال حملات أمنية مكبرة ولكن المتعدين يعودون من جديد»، لافتاً إلى أنه «لا بد من استغلال الأراضى بإقامة مشروعات حيوية لمنع التعدى عليها مرة أخرى».
وخلال الزيارة ألقت قوات أمن المنوفية القبض على 5 أشخاص من المتعدين على الأراضى الزراعية بمدينة السادات، بعد سؤالهم عن أوراق ملكيتهم للأرض أو أى تصاريح تسمح لهم بزراعة الأرض أو البناء عليها.
وطالب أحد مراسلى الصحف بالمحافظة «محلب» بالاهتمام بقرى المنوفية، ودعم البنية التحتية بها، قائلاً إن «الفساد لم ينته بعد، وهناك العديد من المشروعات يحتاج إلى متابعة من الأجهزة الحكومية والرقابية، فقال له «محلب»: «إن الفساد لم ينته فعلاً، لكننا نحاربه حتى نقضى عليه، وكل مشروع على أرض الواقع يتم متابعته حتى الانتهاء منه، خاصة إذا كان فى مصلحة المواطن والوطن».
فيما تجمهر العشرات من أهالى قرية «صنصفط» التابعة لمركز منوف والتى شهدت واقعة تسمم المواطنين بسبب مياه الشرب الملوثة، ونظم الأهالى مظاهرة أمام محطة الصرف الصحى بقرية «زاوية رزين» أثناء توجه محلب لتفقد المحطة ضمن جولاته بالمحافظة، حيث قطع العشرات من أهالى القرية الطريق ومنعوا مرور السيارات رافعين لافتات تطالب بتوصيل الصرف الصحى لقريتهم وتحسين الخدمات الصحية، ما اضطر محلب إلى النزول إليهم مترجلاً من موكبه، فاصطحبه بعض المواطنين إلى القرية للاستماع إلى مشاكلهم، واستقبلته سيدات القرية بالزغاريد، ووعد «محلب» الأهالى بمد خط الصرف الصحى للقرية، وباعتماد قطعة أرض اشتروها بـ٢٥٠ ألف جنيه بالجهود الذاتية لإقامة محطة رفع عليها.
فى لفتة إنسانية، تسلم «محلب» شكوى من معاق فقد ساقيه، وذهب إليه وسط الزحام زحفاً على الأرض، فوعده رئيس مجلس الوزراء ببحث الشكوى، كما وعد أهالى القرى التى مر عليها أثناء الزيارة بالنظر فى كل مشاكلهم.