سماد عضوي من دودة الأرض.. «يقضي على القمامة والكيماوي»
السماد العضوي يساعد النبات على مقاومة الآفات
أمام مشكلة القمامة التى لا تزال تؤرق مصر، ومشكلة استخدام الأسمدة الكيماوية بما تمثله من مخاطر صحية، فكر نبيل محروس، رئيس مجلس أمناء مؤسسة ازرع شجرة، ومدير مركز الوعى البيئى بحدائق القبة، أن «يضرب عصفورين بحجر»، كما يقول المثل، ويستفيد بالفكرة التى كان يروج لها مركز البحوث الزراعية قبل نحو 7 سنوات، وهى استخدام أنواع معينة من دودة الأرض للتخلص من المخلفات العضوية وإنتاج سماد عضوى صحى من أفضل أنواع الأسمدة العضوية فى العالم.
كان مركز الوعى البيئى، الذى حل محل أكبر مقلب قمامة فى حى حدائق القبة، قد بدأ فى زراعة النباتات الطبية والعطرية لتربية نحل العسل عليها، ومن ثم بحاجة بالتالى لأسمدة صحية غير ضارة بدلاً من الكيماوية، فى الوقت الذى كان حى الحدائق وسكانه يعانون من مشكلة القمامة، فى ظل أوجه قصور كبيرة فى كيفية التخلص منها، وبالتالى بدت الاستعانة بدودة الأرض القادرة على تحويل المخلفات العضوية الموجودة فى القمامة إلى سماد عضوى يطلق عليه اسم «فيرمى كمبوست» أو «الذهب الأسود» فكرة جديرة بالتطبيق فورا.
الدودة تحول كل 2 طن مخلفات إلى طن سماد عضوي
وفى عام 2016 استورد محروس بالفعل كمية من دودة الأرض من أنواع «الريدبيلجر» أو «التايجر» أو «الزاحف الأفريقى» القادرة، حسب قوله، على تحويل كل 2 طن مخلفات إلى طن سماد عضوى، يصل سعر الطن منه إلى نحو 10 آلاف جنيه، ويمكن أن يُباع الكيلو منه بـ20 جنيهاً بالنسبة للكميات الصغيرة، هذا فضلاً عن أن الدود نفسه يتكاثر ويمكن أن يتحول كيلو الدود الذى يصل سعره الآن إلى قرابة 1000 جنيه، إلى 4 كيلو بعد شهرين، بما يجعله مشروعاً مربحاً للشباب فضلاً عن فوائده البيئية.
يقول محروس بثقة واضحة وهو يستعرض ما يمكن تسميته بخطوط إنتاج السماد العضوى، التى يلتهم فيها الدود كميات كبيرة من مخلفات المنازل من بواقى الطعام والخضراوات والفاكهة التى تمثل مشكلة بيئية وصحية إذا ما تركت فى الشوارع: «فى الوقت اللى الناس بره بتشتكى من الزبالة، وتعتبر مشكلة يئن منها رؤساء الأحياء والأجهزة التنفيذية للدولة، أنا بقول دى مشكلة فكر، والواقع بيقول إننا لو عملنا مكمورة كبيرة فى مكان ووضعنا فيها المخلفات العضوية ومعها كميات من الدود، هتتحول المخلفات دى لذهب أسود».
«محروس»: يقتل الآفات ويساعد النبات على مقاومتها ويقضى على مرض «النماتودا» الخطير
يتوسع مدير مركز الوعى البيئى فى الحديث عن مزايا «الذهب الأسود» الذى سبقتنا أوروبا لإنتاجه منذ نحو نصف قرن، مشيراً إلى قدرته على قتل الآفات مباشرة أو مساعدة النبات على مقاومتها، بما فى ذلك قدرته على القضاء على مرض «النماتودا» الخطير، الذى يصيب التربة المصرية ويؤدى لتعفن جذور النباتات، هذا فضلاً عن قدرته الفائقة على مضاعفة نمو النبات عدة مرات عن حجمه المعتاد، وزيادة إنتاجيته من الثمار.
هذا ما أخذ رئيس مجلس إدارة «ازرع شجرة» يشير لشواهد واقعية عليه، منها عود قصب ضخم قطره يصل إلى نحو 3 أضعاف قطر عود القصب العادى وطوله يصل إلى 8 أمتار، وتتفرع من قمته نحو 8 عيدان أخرى، وتخرج من الجورة المزروع بها نحو 35 خلفة، بعد أن تم تسميده بهذا السماد، وتتكرر النماذج داخل المركز ومنها الريحان الذى تصل أبعاده لنحو 3 أمتار طولاً فى عرض 4 أمتار، وغيرها.
ولاحقاً بدأ مركز الوعى البيئى فى تنظيم دورات تدريبية لسيدات وشباب الحى والأحياء المجاورة، على طريقة تربية هذا النوع من الدود وإنتاج السماد منه، وأتاح لسيدات البيوت فى الوقت نفسه إمكانية استبدال كميات المخلفات العضوية للمنازل، بشتلات النباتات الطبية والعطرية ذات الفوائد الصحية لزراعتها فى منازلهن، فى تأكيد واضح على ما يمكن أن يؤدى إليه الاهتمام بالبيئة من تحويل ما يبدو على أنه «نقمة» إلى «نعمة».