مدرسة لتعليم الأطفال "الأخلاق الحميدة"
وجدوا أن بناء مستقبل أطفال منشية ناصر لا يجب أن يقتصر على توفير أساسيات الحياة من طعام وشراب، بل لا بد أن يستكمل بتعلم الأخلاق والقيم التى تساعدهم على النهوض بأنفسهم، فأسسوا مدرسة أطلقوا عليها «مدرسة لتعليم الأخلاق الحميدة».
القائمون على مؤسسة «نبنى للتنمية» كانوا قد خصصوا يوماً لتعليم أطفال منشية ناصر الرسم والتلوين، فاكتشفوا أنهم ليسوا محرومين فقط من الترفيه، ولكن أيضاً من معانى الأخلاق، فقرروا أن يوفروا لهم هذه المعانى عن طريق مدرسة تعلم الأخلاق.
مها سالم أحد مسئولى المؤسسة، قالت إنها وجهت طفلاً إلى عدم الكذب أو إطلاق السباب، فنظر لها مندهشاً وقال لها إن أحداً لم يقل له هذا من قبل، فقررت أن يكون واحداً من طلاب هذه المدرسة. كورس الأخلاق الحميدة فى المدرسة يستغرق شهراً بواقع حصتين أسبوعياً وتدرس فيه أربع قيم هى: «النظافة والإيجابية والمثابرة والصدق»، ولا تضع المدرسة أى شروط لاستقبال الأطفال سوى أن يكونوا من أبناء المنطقة، وأن تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة.
اختيار القيم الأربع لم يأت من فراغ، مها وزملاؤها لاحظوا أن القمامة التى تنتشر فى شوارع منشية ناصر، تدفع الأطفال إلى التفكير بشكل سلبى، لذا كانت الأساليب المبتكرة هى وسيلتهم فى تعليم الأطفال وقالت مها: «فى درس النظافة ركزنا على تعليمهم صنع سلة قمامة بأنفسهم، وفى درس الصدق كانت الفيديوهات هى وسيلتنا فى توصيل المعنى لهم، كما كان زرع إصيص من الورد حتى ينمو وسيلتهم لتعليم معنى المثابرة».
الحكايات والرسم أيضاً كانت وسيلة أخرى لجأ إليها مدرسو المدرسة كإحدى وسائل التعلم، التى قالت عنها مها «أكثر ما أثر فى الأطفال هى حكاية يوسف المريض بأنيميا البحر المتوسط عن تحديه لظروف مرضه، وإصراره على حضور الدروس».