في ندوة "الإرهاب وبذوره": الحل الأمني لا يكفي.. و"التنمية" مفتاح الأمل
قدم كتاب "الإرهاب بذوره وبثوره"، للمؤلف الدكتور هشام الحديدي، والذي تم مناقشته في قاعة "كاتب وكتاب"، ضمن فعاليات الدورة الـ46 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، روشتة مختصرة لكيفية مواجهة الإرهاب.
وتضمنت الروشتة، حسب ما قال الدكتور محمد متولي منصور، رئيس قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، الذي استعرض محتوى الكتاب، عدد من النقاط الهامة، مشددًا على ضرورة الأخذ بها، وتتمثل في ضرورة التصالح بين الحكومة والمواطن، الذي يحتاج الكثير من الضروريات التي يجب أن توفرها له الدولة، لأن عدم توفيرها يدفع بالشباب لأن ينخدعوا بكلام من يتبنوا العنف والإرهاب.
وأضاف أن الحل الأمني مطلوب، لكنه لا يكفي بمفرده، وإنما يحتاج إلى دعم حالة الثقة بين الشعب والحكومة، والتأكيد على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب التأكيد على استراتيجية إعلامية وثقافية وتربوية، تعيد صياغة وعي الشعب المصري، والاهتمام بتنقية المجتمع من القيم السلبية التي انتشرت فيه، مثل الرشوة والفساد والمحسوبية والعشوائيات.
وأكد منصور، أن هذه الروشتة لا تكتمل دون أن ننتقد رجال الدين والدعوة، الذين قصروا في واجبهم بنشر الإسلام الصحيح، وعدم التصدي للإرهابيين الذين حرفوا الفكر الإسلامي، وهو ما يحتاج إلى استعادة دورهم الآن.
وقال منصور، خلال استعراضه للكتاب، إن الوقت الذي نعيشه الآن وينشر فيه الإرهاب الأسود، يحتاج إلى قضاء سريع نافذ حاسم ومهاب، أي يحتاج إلى العدالة الناجزة لتحقيق قيمة العدل.
وأضاف منصور "أتفق مع المؤلف في بعض الأمور، واختلف في بعضها الآخر، بخاصة وأنني كنت في مؤتمر منذ 10 أعوام، وتقدمت فيه ببحث تحت عنوان "نعم للحوار.. لا للعنف"، وأثبت في البحث أن جميع الأديان تدعو للحوار لا للعنف، لافتًا إلى أن جميع العلماء أثبتوا أن كلمة "قل" التي ذكرت في القران آلاف المرات، تفيد أن الإسلام يعني بقضية الحوار، طريقًا للوصول إلى الحلول في أي مشكلة تعترض البشرية.
وتابع "لدينا علماء في جميع التخصصات، ولم تسلط عليهم الأضواء إلى الآن، لأن لدينا مشكلة خطيرة في أننا نقدم أهل الثقة وليس أهل الكفاءة".
واستطرد "ومن أهم الأسباب التي أدت إلى الإرهاب عدم الانضباط، والمقصود به ضياع مبدأ الثواب والعقاب، وهما مبدآن أقرهما القرآن الكريم وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام".
وتحدث منصور، عن قضية الإسلام والجهاد التي تناولها الكتاب، وتحدث فيها عن أن الغرب يربط بين الإسلام والإرهاب، في حين أن الجهاد عند أهل السنة والجماعة بأنه فرض كفاية، أما عند الإرهابيين فهو فرض عين، وهم يفسرون المصطلحات الإسلامية وفق أهوائهم.