منى عمر: مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها.. وإرادة السودانيين يجب أن تُحترم «حوار»
مساعد وزير الخارجية السابق: التدخلات الخارجية عقبة رئيسية
السفيرة منى عمر
قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقاً، إن الوضع الحالى فى السودان ينذر بكارثة، ويجب أن يكون هناك حل سريع لوقف الأزمة، وهو ما نأمله من انعقاد مؤتمر قمة دول جوار السودان، سواء من خلال التنسيق بين الدول لتهدئة الأوضاع أو من خلال تقديم دعم للمواطنين المتضرّرين من الصراع الحالى.
وأضافت فى حوارها لـ«الوطن»، أن السياسة الخارجية لمصر، تركز على عدم التدخّل فى الشأن الداخلى للدول، لكنها تعمل على رأب الصدع وحدوث التئام بين القوى المتصارعة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
ما ملامح الدور المصرى فى مواجهة الأزمات الحالية بدول الجوار؟
- مصر لديها دوائر للسياسة الخارجية، والدائرة الأولى هى دول الجوار التى تمس الأمن القومى المصرى مباشرة، ودور مصر فى دعم تلك الدول، متميز، حيث تقوم بالتنسيق مع هذه الدول فى كل القطاعات، اقتصادية وسياسية ومساعدات إنسانية واستثمارات، ولمواجهة الإرهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية. والدولة المصرية حريصة على أنه يجب احترام رغبة الشعب السودانى، وألا يكون هناك تدخل فى الشأن الداخلى، لكننا نعمل على رأب الصدع، وأن يحدث التئام بين القوى المتصارعة من خلال الدعوة إلى اجتماعات، لتحقيق الوفاق الوطنى بينهم، ولا نزال نقوم بدور مهم ومميز.
كيف تقيمين الوضع فى السودان حالياً؟
- من خلال علاقاتى مع بعض الأشقاء بالسودان، فإن الوضع كارثى، ويجب أن يكون هناك تحرّك سريع، لأن الأزمة لم تعد مقتصرة على مواجهة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، بل هناك تدخل من بعض القوات والمرتزقة وجهات أجنبية تقوم بدور ما، سواء بالدعم العسكرى، أو دعم بعض القوى للقيام بحركات انفصالية. والنتيجة أن أعداد النازحين والمهاجرين من السودان وصلت إلى أرقام كبيرة، وهو فى حد ذاته مأساة للشعب السودانى للأسر التى تم تهجيرها، وكذلك إغلاق المدارس وتدهور الوضع التعليمى والاقتصادى، فالوضع فى السودان من الناحية الإنسانية والاقتصادية والسياسية يحتاج إلى تدخل سريع. وللأسف فالجهود التى تمت خلال الفترة الماضية كانت تنصب على وجود هدنة، لكن لم يتم احترام هذا الاتفاق، مما يجعل المشهد ضبابياً فى المستقبل.
ما المحاور التى يجرى مناقشتها؟
- يجرى التنسيق بين دول الجوار وبحث آليات فعّالة لإيجاد حل لأزمة السودان، وهو من أهم المحاور التى قد تسهم فى حل المشكلة، لأنه من الواضح أن الصراع ليس مقتصراً على السودانيين، سواء كانوا قبائل أو أحزاباً أو غيرها، ولكن هناك تدخّلات خارجية فى شكل قوات مرتزقة، دعم من دول فى شكل أسلحة ودعم مادى، وهذا يزيد من حدة الصراع ويطيله. كما يبحث المؤتمر التنسيق بين دول الجوار على ألا تتدخل فى الشئون الداخلية لدولة السودان، ولفتح الحدود لضخ المساعدات الإنسانية.
كيف يمكن حل الأزمة حلاً جذرياً؟
- الهدف من المؤتمر هو إرساء السلام ووقف الصراع الدائر، وهو ما لن يتم إلا من خلال حل وحيد، وهو التفاوض، حيث يجب أن يتحاور الطرفان، لكن للأسف كلاهما يرفض الجلوس على طاولة المفاوضات، إذاً فالحل يكون من خلال مفاوضات غير مباشرة من خلال توكيل بعض الأطراف المحايدة بين الطرفين لتقريب وجهات النظر، إضافة إلى أنه يجب الانتباه إلى دعم الشعب السودانى، فالحرب ليست على السلطة والنفوذ فقط، بل على الموارد الطبيعية أيضاً، لذلك يجب أن تكون هناك حزمة من المساعدات الاقتصادية التى تساعد الشعب السودانى، إضافة إلى إيجاد آليات لعودة المهجّرين من منازلهم وإعادة إعمار المبانى المتضرّرة من الصراع الحالى.
الأمل من المؤتمر
نأمل أن يكون المؤتمر بداية لسلسلة من اللقاءات مع دول الجوار، وأن يكون هناك اتفاق مع مجموعة من الدول تقوم بدور الوساطة بين الطرفين لحل الأزمة من خلال تقريب وجهات النظر، إضافة إلى وضع آليات تنفيذية ومراقبة على ما تم الاتفاق عليه.