الإسلامبولي.. "أب مثالي" و3 رصاصات وشهادة
25 عاما قضاها العقيد عاطف الإسلامبولي، مفتش مباحث شرق الجيزة، جنديا مخلصا وفيا ومحاربا للجريمة في صفوف الشرطة، حتى تمكنت عصابة مسلحة من النيل منه أمس الاول، خلال تصديه لهم بعد محاولتهم السطو المسلح على سيارة نقل أموال بالطريق الدولي بمنطقة الصف.
نجح الشهيد في إحباط محاولة عملية السطو، لكنه دفع في المقابل حياته بـ3 رصاصات في الصدر والرأس، لتروي دماؤه الذكية شجرة الوفاء، وصون الأمانة التي ظل محافظا عليها طوال حياته المهنية، تلك الفترة التي بدأها ضابطا في قوات الأمن بالجيزة، عقب تخرجه في كلية الشرطة عام 1990،
لم يقصر الشهيد يوما في عمله، كان مثلا أعلى في تأدية واجبه نحو محاربة الجريمة.
ارتدى الشهيد ملابسه أمس، ودع زوجته وأبنائه في تمام الساعة التاسعة صباحًا، خرج من منزله في منطقة البدرشين بالجيزة، واستقل سيارة الشرطة "بوكس"، وبصحبته مخبر ومجندين، متجهًا إلى مكتبه في أطفيح، وقبل وصوله تلقى اتصالا هاتفيا من مصادره الخاصة، يفيد بمحاولة عصابة مسلحة السطو على سيارة نقل أموال.
لم يفكر الشهيد ثانية واحدة، غير خط سير السيارة متجهًا إلى مكان البلاغ، وقبل وصوله إلى العصابة، أطلقت عليه وابلا من الرصاص، ما أسفر عن مقتله في الحال بعد إصابته بـ3 رصاصات.
رحل العقيد عاطف الإسلامبولي، تاركا رصيدا من الحب والاحترام في نفوس قادته وزملائه والجنود الذين عملوا معه، إضافة إلى كل الذين عرفوه عن قرب، وكان لتفانيه في عمله دور كبير في ذلك، حيث استمر الإسلامبولي طوال حياته المهنية في محاربة الجريمة بكافة أنواعها، فالجميع يعرف عنه الشجاعة في مهاجمة البؤر الإجرامية ومطاردة العناصر التكفيرية والإرهابية في جبال الصف وأطفيح والعياط.
تولى الشهيد العديد من المناصب عقب تخرجه من كلية الشرطة 1990، والتحق عقب تخرجه بقوات الأمن المركزي بالجيزة، تولى بعدها منصب معاون مباحث قسم الجيزة، ثم معاون مباحث مركز شرطة العياط، وبعدها رئيس مباحث أطفيح لمدة 5 سنوات. ثم نُقل إلى مديرية أمن الجيزة، وتولى منصب مدير مكتب حكمدار الجيزة لمدة 8 أعوام.
تولى الشهيد في أغسطس من العام الماضي، منصب مفتش مباحث شرق الجيزة، وطارد خلال تلك الفترة، العديد من الخطرين والإرهابيين، كان أبرزهم "أبوتلات"، الصادر ضده 3 أحكام بالإعدام و5 أحاكم بالمؤبد، ومطلوب ضبطه في 25 قضية متنوعة سرقات وخطف وقتل وشروع في قتل، كما ضبط متهمًا آخر يدعى سعيد الهر، مطلوب ضبطه في 15 قضية بينهم 3 قتل، وصادر ضده حكما بالإعدام و3 مؤبد.
لم يترك العقيد عاطف الإسلامبولي قضية بلا متهمين، حيث كان يتولى إجراء التحريات وإعدادها بنفسه، حتى يتمكن من ضبط المتهمين، من يعرف الشهيد عن قرب يكتشف أنه كان أبا مثاليا يهتم برعاية أسرته وأبنائه، لم تقتصر مهمته على الرعاية وتوفير التزاماتهم فقط، بل كان صديقا يعكف على مساعدتهم في كل شىء، غاب الشهيد عن العمل بمنطقة الصف وأطفيح 8 سنوات، ثم عاد مرة أخرى ليقتل فيها.