البطاقة الذكية تأخرت.. ومحمد يصرف خبزه بـ"ورقة".. والتموين:"يقدم تاني"
يقف ببطاقته الورقية أمام مكتب تموين ساقية مكي في طابور طويل، يحصل على ورقة مكتوبة بخط اليد ليصرف الخبز، منهم من يوافق له وكثيرا يرفضون، حاله من شق الأنفس والمذلة يعيشها "محمد قرني محمد (40 سنة)"، مع المحاولات المستمرة لاستخراج بطاقة تموين ذكية باءت بالفشل وعدم الاكتمال منذ شهر يوليو 2012 وحتى الآن.
لم تكن حالة الرجل الأربعيني الوحيدة وإنما هناك العشرات يعانون لاستخراج البطاقة، حسبما يصف "لو طلعت البطاقة الذكية هاتوفر عليا كتير وأنا عندي 3 عيال مش حمل مصاريف زيادة".
يخرج "قرني" للعمل مبكراً لعمله بأحد مصانع الورق بالمدينة الصناعية بأكتوبر، وبالرغم من راتبه القليل، فإنه يحاول أن يوفر لأبنائه حياة كريمة، "عندي بنتين وولد في مراحل تعليم مختلفة، وبجيب رغيف العيش بالعافية"، مشيراً إلى أنه يذهب في الشهر مرتين لمكتب تموين ساقية مكي بالجيزة لمحاولة الحصول على ورقة لصرف الخبز، حسب وصفة "بيكتبلي ورقة علي ظهر أي ورقة أصرف بيها العيش ويختمها في أكشاك بتعذبني علي ماتصرفلي العيش"، مؤكدا أنه قدم من قبل على البطاقة الذكية وسبق وطلبوا منه إرسال حوالة بريدية للتقديم مرة أخرى منذ 6 أشهر، لكن لم يستلمها بعد، متابعا "أكتر من سنتين ومش عارف استلمها وده حال ناس كتير بيعانوا عشان يصرفوا العيش".
بينما يؤكد محمود دياب، المتحدث باسم وزارة التموين أن على المتقدمين منذ عام 2012 أن يعاودوا مرة أخرى للتقديم عليها، وفق قوله "إذا كان المتقدم قبل آخر 5 أشهر قد قدم عليها فستصدر لهم خلال أيام"، مشيرا إلى أنه من الطبيعي صرف الخبز بناء علي ورقة بخط اليد تصدر من مكتب التموين التابع له واذا رفض موظف صرف الخبز فيجب علب المواطن تقديم شكوي ضده، وفق قوله "في كل الأحوال إذا رفض الموظف صرف الخبز يشتكيه في مكتب التموين التابع له".