مملكة الصعيد | «المحروسة».. قرية تتعهد بتأييد الفلول ثم تنتخب المنافسين
على الرغم من قلة إمكانياتها وتهالك طرقها، وعدم وجود بنية أساسية فيها، فإن مرشحى الرئاسة المحسوبين على النظام القديم أصروا على زيارتها طلباً للكتلة التصويتية التى تمتع بها.
إنها قرية «المحروسة» التى سبق أن أوصلت النائب اللواء محمد عبدالفتاح عمر إلى منصب وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب، والنائب عبدالله أبوالعلا مرعى إلى عضوية لجنة الشباب فى المجلس. وكان يدعمهما فى ذلك كبار قبيلتى العرب والفلاحين، حتى جاءت النتيجة صادمة لهما بعد الثورة، ليصوت الأهالى لمرشحى حزب «الحرية والعدالة» والجماعة الإسلامية فى أول انتخابات بعد الثورة.
أحمد الشاعر، واحد من شباب القرية وأحد داعمى حملة محمد مرسى مرشح «الحرية والعدالة»، قال: «هناك شخصان فقط معروفان فى القرية يعلنان دعمهما لمرشحى النظام السابق، شفيق وموسى، أما بقية القرية فلها توجهات سياسية مختلفة».
«الشاعر» أكد أن أهالى «المحروسة» أثبتوا أنهم على درجة كبيرة من الوعى، ولم ينقادوا لرأى كبار عائلاتهم، فقد انتخبوا مرشحى «الحرية العدالة» و«الجماعة الإسلامية». ومع أن غالبيتهم ربما أعلنوا تأييدهم -شفوياً- لبعض الأشخاص المحسوبين على النظام السابق، فإن رأيهم كان مختلفاً أمام صندوق الانتخاب، فهم على يقين بأن النواب الذين اختاروهم فى السابق ودعمتهم قبائلهم لم يخدموهم بشكل مباشر، وإنما كانوا يخدمون كبار القبيلة والمحيطين بهم فقط، وهو ما سيحدث -حسب محدثنا- فى انتخابات الرئاسة أيضا.
وعلى الرغم من أن «الشاعر» ينتمى لقبيلة «الفلاحين» التى أعلن كبارها دعمهم موسى وشفيق، فإنه يرى أن «محمد مرسى هو المرشح الأقوى، لأن حزبه يمتلك مؤسسات وقوة بشرية تساعده على إزالة العقبات التى سيتعرض لها من قبل فلول النظام السابق لتعطيل مسيرة الثورة».