"شيرين": أحب لقب "أم البنات" والأمومة منحتنى الحنان والتسامح والنضج
بعد تحقيق شيرين عبدالوهاب مجداً فنياً كبيراً فى مجال الغناء، فإنها تسعى للوجود على ساحة الدراما التليفزيونية، ببطولتها مسلسل «طريقى»، الذى يجرى تصويره حالياً، ورغم أن هذه التجربة ليست الأولى لـ«شيرين» فى التمثيل، فإنها بالتأكيد ستكون مختلفة عن مشاركتها العابرة فى فيلم «ميدو مشاكل»، خاصة أن المسلسل بطولة مطلقة لها، بالإضافة إلى اختلاف موضوعه، وهو ما يجعله اختباراً حقيقياً لقدرة شيرين عبدالوهاب، على الصمود أمام الكاميرا، كممثلة محترفة، لا مطربة ذات صوت مميز فقط، وهو ما نناقشه مع «شيرين» فى هذا الحوار..
■ كيف اتخذتِ قرار العودة للتمثيل مرة أخرى؟
- لا أنكر أن قرار العودة إلى التمثيل، لم يكن سهلاً بالمرة، فأنا عشت صراعاً طويلاً بينى وبين نفسى، استمر لمدة 8 أشهر، كنت أفكر فيها بالموضوع، وأتعرف على آراء كل من حولى، ودائماً ما كنت أسأل نفسى، هل سأكون قادرة على خوض تجربة الدراما من جديد أم لا؟ فتجربتى الوحيدة التى قدّمتها فى فيلم «ميدو مشاكل»، مع أحمد حلمى ومحمد لطفى وخالد صالح، مر عليها أكثر من 10 سنوات، انشغلت بعدها بالغناء والحفلات والكليبات، إلى أن وفقنى الله لاتخاذ قرار العودة، خاصة بعد قراءتى قصة مسلسل «طريقى»، الذى عرضه علىّ صديقى السيناريست تامر حبيب، والمنتج محمود شميس، فالعمل مختلف وجديد فى فكرته، ويحمل رسالة إنسانية مهمة، وأتمنى أن يكون وجودى هذا العام فى الدراما التليفزيونية، إضافة حقيقية لى وللجمهور، وأن يحقق العمل نجاحاً كبيراً بعد عرضه خلال شهر رمضان المقبل، خاصة أننا جميعاً سعداء بهذا العمل.
■ وهل انتابتك الرهبة من الوقوف أمام ممثلين كبار فى مسلسل «طريقى»؟
- إطلاقاً، أنا سعيدة بالتعاون مع النجوم الكبار المشاركين فى العمل، بداية من الفنانة الكبيرة سوسن بدر، والمتميز محمود الجندى، وانتهاءً بباقى فريق العمل، ويكفى أننى أتعامل مع شخصيات أحبها وأقدّرها، ودائماً أشعر أننى وسط عائلتى خلال التصوير، لكننى لا أنكر أن هناك شعوراً يراودنى من آن إلى آخر، بأننى فى امتحان كبير، لذلك أحببت أن أظهر بأفضل صورة ممكنة، فسافرت إلى باريس قبل بداية التصوير، لأشترى ملابس واكسسوارات العمل، حتى أظهر بشكل صحيح ومميز فى كل مشهد، كما أننى أركز فى الورق المكتوب، وفى أدائى وأداء من حولى أيضاً.
■ وهل اعتزلتِ السينما بعد فيلم «ميدو مشاكل»؟
- فيلم «ميدو مشاكل»، حقّق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، وتصدّر شباك التذاكر وقتها، وبعد الفيلم تلقيت عروضاً كثيرة للتمثيل، لكننى فضّلت الاهتمام بالغناء، كما عُرض على فى الفترة نفسها عرض مسرحى مع الفنان الراحل خالد صالح بعنوان «هن آه منهن»، وكنت على وشك المشاركة فيه، لكنى علمت بحملى بطفلتى «هنا» فاعتذرت عن العرض.
■ ومتى تعود شيرين عبدالوهاب إلى السينما؟
- السينما معشوقتى، وأتمنى أن أعود إليها فى أقرب وقت، وأحلم بأن تضم مسيرتى الفنية عدداً هائلاً من الأفلام، لأن السينما تعيش، وتظل محفورة فى أذهان الجماهير ولا تموت، فنحن نشاهد الآن أفلاماً مر على إنتاجها 50 عاماً، وهذه الأفلام أرّخت لكل من شارك فيها، كما أن الفيلم يعيش مدة أطول من الأغنية المصوّرة التى لا تزيد مدتها على 4 أو 5 دقائق، وقد تختفى تماماً بعد سنوات من عرضها.
■ مَن المطربة التى تتمنين تحقيق نفس نجاحها فى السينما؟
- أعشق أدوار وأعمال «شادية»، فأنا دائماً ما أجلس مع نفسى وأدندن أغانيها، خاصة أغانى أفلامها لتميُّزها واختلافها.
■ هل أثر تصوير مسلسل «طريقى» على تقديمك أغنيات جديدة؟
- رغم انشغالى بتصوير المسلسل، وسفرى الدائم، فإننى نجحت خلال الأيام الماضية، فى طرح أغنية وطنية جميلة، بعنوان «جنودنا رجالة»، كلمات تامر حسين، وألحان عمرو مصطفى، وتوزيع محمد مصطفى، واستطاعت الأغنية أن تحقق نجاحاً كبيراً فور طرحها، وهى هدية بسيطة منىّ إلى كل رجال القوات المسلحة الأبطال.
■ لماذا قلّ طرح الألبومات الغنائية مقابل انتشار الأغنيات السنجل؟
- خطر القرصنة جعل المطربين والمنتجين يعيشون فى عزلة، ويقلصون من إنتاج الأعمال الفنية، ولكى نعود مرة أخرى إلى كمّ الإنتاج الطبيعى، لا بد من تدخل الدولة لتحمى حقوقنا كمبدعين وفنانين، فلا يجوز أن يحمّل ألبوم كامل من الإنترنت، دون أى مقابل مادى، حتى لو كان بسيطاً، خاصة أن المنتج يبذل الكثير من الجهد والمال فى إنتاجه، والقضاء على القرصنة يحقّق للمنتج مكسباً مادياً ويعود على المطرب الذى يتقاضى أجراً عن صوته، وأغنية «مشاعر» التى غنيتها فى تتر مسلسل «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق، حققت ما يقرب من 30 مليون مشاهدة على اليوتيوب، فإذا تخيلنا أن هناك مقابلاً لهذه المشاهدات، كان المنتج سيحقق أرباحاً تساعده على الإنتاج مرة أخرى، وفى السعودية والبحرين وكثير من الدول، تعمل الحكومات على إغلاق مواقع تحميل الأغنيات، لمواجهة القرصنة والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، ولكن فى مصر لا توجد رقابة.
■ ما دور ياسر خليل فى حياتك؟
- ياسر خليل مستشارى الفنى، وحقق لى نجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية، وهو يساندنى كثيراً فى اختياراتى، مثل مشاركتى فى برنامج المواهب «ذا فويس»، وتحقيق نجاح كبير فى هذه التجربة، وخلال تلك الفترة قدّمت ألبومى الغنائى «أنا كتير»، وحظى بقبول ورضا الجمهور.
■ تربطك علاقة جيّدة بفضل شاكر، فما موقفك منه الآن مع رغبته فى العودة إلى حياته الطبيعية؟
- أنا من عشاق فضل شاكر، فحينما أستمع إلى أغنياته، أشعر بأننى فى عالم مختلف بفضل صوته، فهو قادر على أن يجعلنى سعيدة بمشاعره وأحاسيسه، وهو كإنسان بسيط للغاية، وكان يعيش حياته لفنه وللغناء فقط، وأنا لست من الفنانين الذين يبيعون أصدقاءهم وقت الشدة، وأدعو الله كثيراً أن يقف بجانبه، ويخرجه من تلك المحنة، ولو كان أخطأ يحاسب على مقدار الخطأ الذى ارتكبه، ويجب ألا ننسى، أن «فضل» فنان قدّم لنا أعمالاً رائعة لا تُنسى.
■ من المطربون العرب الذين تحب «شيرين» تقديم «دويتو» غنائى معهم؟
- هناك عدد كبير من الأسماء، لكن لو كان مطرباً مصرياً، سأختار محمد فؤاد، كما غنيت من قبل مع محمد محيى، وتامر حسنى، وهانى شاكر، ومن لبنان أختار فضل شاكر، وإذا كان من المغرب، فلا يوجد صوت أحلى ولا أجمل من صوت سميرة سعيد، وإذا اخترت مطرباً خليجياً سيكون حسين الجسمى بكل تأكيد.
■ حين سألت سميرة سعيد عن الصوت النسائى الذى تحب الغناء معه اختارتك.. فما ردك؟
- سميرة سعيد عشقى، فأنا أعشقها فى كل أعمالها، والمشكلة أن «سميرة» تتعاون مع شركة إنتاج مختلفة عن الشركة التى أتعاون معها، فمن الصعب إقامة المشروع.
■ دائماً تتحدثين عن حبك للراحلة وردة الجزائرية.. فلماذا لم تعيدى تقديم أغنياتها؟
- عشقى لـ«وردة» ليس له حدود، فهى مثلى الأعلى، ودائماً ما أتمنى أن أكون مثلها، ففى حفلى الأخير بالكويت، قدّمت أغنية «بتونس بيك»، ونالت تصفيقاً حاداً من الجماهير، وسأعمل خلال الفترة المقبلة على أن أعيد تقديم أغنية «حبك صالحنى على الدنيا» خلال حفلاتى، وهى من أقرب أغنياتها إلى قلبى، من كلمات عمر بطيشة، وألحان صلاح الشرنوبى، وتوزيع طارق عاكف.
■ وما رد فعل المطرب محمد منير على غنائك أغنيته الشهيرة «الليلة يا سمرا»؟
- محمد منير بالنسبة لى ولجيلى شخصية فريدة، أثرت فينا جميعاً، وتقابلنا عقب غنائى أغنية «الليلة يا سمرا»، فى منزل الفنانة إلهام شاهين، و«هزر» معى، مبدياً إعجابه بالأغنية، ولا يعلم الكثيرون أننى كنت سأغنى مع «منير»، مقطعاً من أغنيته «لما النسيم»، لكن الظروف لم تسمح وقتها، ولكنى سأكون سعيدة لو جمعتنا أغنية حتى لو كانت وطنية.
■ دائماً ما تتحدثين عن نجوم الزمن الجميل ولا تذكرين نجوم جيلك؟
- أنا بطبعى ومنذ صغرى، كنت مولعة بنجوم الزمن الجميل، وحتى الآن، أذهب لشراء أسطوانات الأغانى القديمة، ومن أهم هواياتى البحث عن الأغانى المنسية والقديمة، التى اختفت مع عوامل الزمن، والتى لم تسجّل وقتها على شرائط وأسطوانات، ولا أنكر أننى كنت أتمنى أن أعيش فى هذا الزمن، وسط هؤلاء العمالقة، وأن أدخل المنافسة مع سعاد حسنى، وشادية، ووردة الجزائرية.
■ وهل تحبين لقب «بنت النيل» الذى أطلقه عليك قطاع كبير من جمهورك؟
- الألقاب بالنسبة لى لا تفرق كثيراً، فأنا أحب «الفنانة شيرين» كثيراً، فكلمة فنانة تمثل عبئاً كبيراً لكل من يحملها، أما اللقب الذى أحبه بعيداً عن الفن، فهو لقب «أم البنات».
■ ألا ترين أن صراحتك الزائدة كثيراً ما توقعك فى المشاكل؟
- أنا أقول كل ما أشعر وأحس به، وهذا ليس عيباً، فما أفعله نابع من داخلى، ربما فى الماضى كانت صراحتى زائدة بشكل كبير، لأن قلبى كان يحركنى، لذلك كنت أرد بانفعال، وأهاجم كل من يهاجمنى، ولكن مع مرور الوقت، أصبحت أتريث فى كلماتى، وأحكّم عقلى وقلبى فى الكلام، وأصبحت مقتنعة بأن صراحتى قد تسبّب لى مشكلات كبيرة مع الناس.
■ هل تغيرت «شيرين» بعد أن أصبحت أماً لـ«مريم» و«هنا»؟
- بكل تأكيد، فالأمومة لها تأثير كبير علىّ، فهى تمنح المرأة كماً أكبر من الحنان والتسامح، كما أنها أضفت علىّ المزيد من النضج، مع تقدّم السن عاماً تلو الآخر، والخبرات التى تتراكم يوماً بعد يوم، تجعل المرء أكثر هدوءاً، وهو ما أشعر به فى هذه الفترة.
■ ما الميزة التى تتمنين أن ترثها ابنتاك؟
- أتمنى أن ترث ابنتاى عنى «الجدعنة»، كما أحب أن تمتلكا موهبة الغناء والتمثيل، لكن كهواية، وليس احترافاً، فالمجال الفنى متعب للغاية.
■ وماذا عن علاقتك بوالدتك؟
- أعيش فى الحياة بفضل أمى، ودعائها الدائم لى، وأدعو الله دائماً أن يمد فى عمرها، وأن تجلس دائماً بجوارى تقرأ لى الفنجان، فهى تمتلك حاسة سادسة قوية، وتعلم كل الأخبار حتى التى لا أخبرها بها.