3 أشقاء مكفوفون يتحدون الإعاقة: "عايزين نشتغل"
لم يقف فقدان البصر حائلاً دون تحقيق أحلامهم، تغلبوا على كل المشاكل التى واجهتهم فى الحياة، وفى مراحل التعليم بالعزيمة والإرادة، ليحصل اثنان منهم على شهادة الليسانس، ويدرس الثالث فى الفرقة الثانية من كلية الشريعة والقانون، وينجحون جميعاً فى حفظ كتاب الله وتجويده.
«أحمد، أمل، وإبراهيم» ثلاثة أشقاء من محافظة الغربية، فقدوا حاسة البصر منذ الولادة، لتبدأ رحلة الشقاء التى تحمّلها الأب والأم لخدمة أبنائهما، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، فالأم ربة منزل، والأب «محمد الأشهل» كان يمتهن الفلاحة حتى رحل عن الحياة مطلع الشهر الماضى، ليواجه الأبناء الـ3 الحياة وحدهم، بلا طريق يبصرونه أو رحمة فى قلوب المسئولين.
«أحمد»، 28 سنة، حاصل على ليسانس الشريعة والقانون جامعة الأزهر، «فرع الزقازيق»، يقول: «أخذ الله منا نعمة البصر وأبدلنا عنها بنعمة البصيرة. حفظت القرآن الكريم وأنا فى الإعدادية الأزهرية، وأصررت على استكمال دراستى فى الكلية، حتى حصلت على الليسانس بتقدير جيد جداً».
طوال فترة دراسة «أحمد» الجامعية ذاق الأمرين بسبب بُعد المسافة بين قريته ومحافظة الشرقية نحو 120 كيلومتراً، لكنه تحمّل ذلك، أملاً فى مستقبل أفضل، الأمر الذى تحطم بعد فشله فى العثور على وظيفة: «بدل ما بلدى تكرّمنى وترشحنى للعمل وفقاً لنسبة الـ5%، كان رد أصحاب العمل (خليك فى بيتك وهنبعتلك اللى فيه النصيب)، هل ده حقى فى وطنى؟ كل اللى باطلبه أتعين محفظ للقرآن الكريم فى معهد القرية، عشان أقدر أساعد والدتى وإخوتى على الحياة».
تخرّجت «أمل»، 22 سنة، فى كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر «فرع الزقازيق»، بتقدير عام جيد جداً مع مرتبة الشرف، وحصلت على دبلومة فى التربية، وكانت من الـ3 الأوائل على مستوى الجمهورية فى مراحل التعليم الأساسى، ورغم ذلك لاقت مصير شقيقها نفسه، فلم يتم تعيينها وفقاً لنسبة الـ5%، ولا ضمن أوائل الكليات، رغم العجز الشديد فى معلمى القرآن بالمعاهد الأزهرية: «أنا البنت الوحيدة من دفعتى بالمعهد الأزهرى الثانوى التى أكملت تعليمها الجامعى، رغم كونى كفيفة، وكنت أستعين بالجيران ليقرأوا لى بعض المحاضرات التى أقوم بتصويرها، ولأن كل مادة تحتاج إلى شخص كنت أخرج من منزل إلى آخر حتى أستطيع مراجعة المحاضرات، وأصطحب مرافقة بالأجر لتأدية الامتحانات». ترفض «أمل» تلقى المساعدات من الجمعيات الخيرية، فهى تريد أن تكون عضواً فاعلاً فى المجتمع، قائلة: «جرّبونى أنا وأخويا أحمد فى وظيفة تحفيظ القرآن للطلاب، يمكن نكون حاجة كويسة، مش هتخسروا حاجة»، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسى والمسئولين بمساعدتهما وتحقيق حلمهما.