حكاية عبدالخالق مع "كيد النسا"
قرية ميت عنتر مركز طلخا فى الدقهلية تحولت إلى كتلة غضب، عقب خطف طالبة بالإعدادى، القرية كلها مستعدة لفعل أى شىء لإعادة الطالبة والانتقام من المجرم، هذه صرخات الأم وهى تقول: «الأستاذ عبدالخالق المدرس هو اللى خطف بنتى واغتصبها»، هذه الكلمات كانت كفيلة بإثارة غضب أهالى القرية، ولم تمر لحظات حتى ساقوا أنفسهم زمراً إلى منزل المتهم، وبادروا بإطلاق نار ومولوتوف، وتهديده وأسرته بالقتل.
أهالى القرية لا يعلمون أنها حيلة دبرتها وخططت لها «إيناس إ. م»، 32 سنة، معلمة لغة إنجليزية، وطليقة الأستاذ عبدالخالق، بعد أن علمت أنه يسعى للزواج من أخرى بعد عامين من الطلاق، لم تفكر لحظة واحدة أنه والد طفلتها الوحيدة «روان» أو حتى فى «سمعة» طالبة، كل ما شغل بالها الضغط عليه للتنازل فى قضية الشروع فى قتل أخيه، والمتهم فيها اثنان من أشقائها، وظهرت «حيلتها» وتسببت فى اتهام 13 من أقاربها فى جناية بلطجة واستعراض قوة وإرهاب الأهالى وحيازة ذخيرة.
البداية عندما اجتمعت إيناس مع مها «ابنة عمها» لتدبرا خطة لإجبار طليقها «عبدالخالق» وشقيقه على التنازل عن محضر الشروع فى قتلهما، أو التخلص منهما للأبد، لعب الشيطان فى رأسيهما، نظرت مها إلى ابنتها التى لا تزال فى المدرسة الإعدادية، وجمعت خيوط الخطة فى رأسها سريعاً، التى لم تتردد إيناس «الطليقة» فى الموافقة عليها فقد جاءتها الفرصة للانتقام من زوجها السابق ولن يعلم أحد أنها السبب فى هذه الخطة وستكون الأنظار بعيدة عنها.
وضعت إيناس ومها الخطة على أن تشيع مها فى القرية أن ابنتها تم خطفها أثناء عودتها من الدرس الخصوصى، وأن تقنع الرأى العام فى القرية أن البنت مخطوفة، وأن تصل تلك الإشاعة إلى كل أقاربهم، بعد أن أمرت نجلتها بمغادرة القرية إلى مدينة المنصورة، وبدأت والدتها فى الاتصال بذويها وادعت أن ابنتها تم خطفها وأذاعت خبر الخطف فى القرية، وهو ما أثار استياء القرية بالكامل، خاصة أباها الذى يقيم بالمنصورة والذى أحضر عدداً من أقاربه معه ليساعدوه فى إعادة ابنته، اشتعل الغضب فى القرية وكان غضب والد البنت أكبر، حتى صرخت الأم «اللى خطف بنتى واغتصبها هو» عبدالخالق طليق إيناس «فوجهت كل الغضب إليه، وهو نائم فى بيته لا يدرى ما تكيده له «زوجته السابقة» و«ابنة عمها».[FirstQuote]
انطلقوا إلى منزل «عبدالخالق» يصرخون «انزل لنا هنموتك انت وإخواتك» وأطلقوا الأعيرة النارية والمولوتوف، وكل من يحاول التدخل من أهل القرية لتهدئة ما يحدث يردون عليه «خطف بنتنا واغتصبها».
يصف عبدالخالق السيد إبراهيم، 36 سنة، مدرس، هذه اللحظات لـ«الوطن» فقال استيقظت فجر ذلك اليوم الساعة 3 فجراً على أصوات تكسير فى باب المنزل وأصوات عالية فى الخارج فنظرت من البلكونة فرأيت أعداداً كبيرة من البلطجية ومعهم أسلحة نارية ومولوتوف وأسلحة بيضاء، وكأن الشارع تحول إلى «جهنم» وهم يصيحون «انزل يا عبدالخالق هنموتك انت وإخواتك» أغلقت باب المنزل جيداً بالترباس، هربت أنا وإخواتى وأمى من فوق سطح المنزل، أهالى البلد بدأوا يتجمعون لكن لا أحد يتدخل، كل هذا وأنا لا أفهم ماذا يحدث، اتصلت بالشرطة وخلال ربع ساعة كانت موجودة»، وأضاف «الشرطة قبضت على 5 من المهاجمين للمنزل وعرفت أنهم اتهمونى بخطف طالبة بالإعدادى تدعى «إيناس السعيد، بنت بنت عمة زوجتى السابقة»، ويدعون أننى اغتصبتها، ويريدون الانتقام منى لشرفهم فسلمت نفسى للشرطة التى تمكنت من القبض على الطالبة أيضاً، وقفنا أمام رئيس نيابة طلخا أنا والطالبة، ونفيت الاتهامات الموجهة لى وطالبت بتوقيع الكشف علينا، وبينما الطالبة قالت إنى خطفتها بعد أن بخخت فى وجهها مادة وأغمى عليها وخطفتها بعدها على طريقة الأفلام العربية، وقررت النيابة العامة الكشف الطبى عليها وجاءت نتيجة الكشف لتبرئنى وتبين أنها سليمة ولا تزال بكراً، ولا يوجد أى آثار للخطف أو محاولة الاغتصاب أو تعرضها للمخدر كما ادعت وطلعت أنا براءة مما نسب لى زوراً، وخرجت من سراى النيابة من متهم إلى مجنى عليه واتهمت 13 من المهاجمين لمنزلى تم القبض على 6 منهم، بينما هربت زوجتى السابقة وأحد أشقائها ووالدها، ولا يعرف أحد لهم مكاناً، فقد تركوا منزلهم بالقرية وفروا هاربين بعد أن انكشف أمرهم».
وأضاف عبدالخالق «تزوجت إيناس فى عام 2010 ولم يدم الزواج سوى سنتين فقط استحالت العشرة بيننا بعدها، وكنا قد أنجبنا بنتنا «روان» واتفقنا عرفياً على سداد النفقة الشهرية والرؤية مرة كل أسبوع حتى منعوا عنى بنتى وتدخل بعض العقلاء بالقرية وكلما هدأت الأمور بيننا اشتعلت مرة أخرى، خاصة بعد علمهم أننى أريد الزواج مرة أخرى، وتعددت القضايا بيننا، ولكن الأمور بدأت فى التصاعد بعد أن ضربوا أخى بمواسير مياه حديدية وكادوا يقتلونه وذلك فى المحضر رقم 6685 لسنة 2015، بعدها قالوا لى «لازم تتنازل» وبعد أن رفضت بدأوا يخططون فى الانتقام أو الإجبار عن التنازل».
وكشفت تحريات المباحث بقيادة المقدم أحمد راتب، مفتش المباحث، والرائد أحمد شبانة، رئيس المباحث، الذى أدلى بتحرياته إلى النيابة العامة فقال «التحريات كشفت عدم صحة واقعة الخطف وإن مختلقها هو إيناس إبراهيم «الزوجة السابقة» بالاشتراك مع الطالبة ووالدتها بموافقة باقى أفراد الأسرة وذلك لإجبار المجنى عليه على التنازل عن المحضر رقم 6685 جنح طلخا الخاص بالشروع فى القتل مقابل التنازل عن محضر الخطف».
وأضاف تحريات المباحث «أن المتهمين خططوا لجريمتهم اعتقاداً منهم أن تحرياتنا لن تتوصل إلى تخطيطهم الدنىء متسببين فى حالة من الفوضى داخل القرية».
وأصدرت النيابة قرارها بحبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات، وضبط وإحضار باقى المتهمين، ومنهم الزوجة السابقة التى وجهت لها تهمة التحريض على العنف والتخطيط بالتنسيق مع والدة الطالبة