بالفيديو|متعافون من الإدمان لـ"الوطن": حياتنا كانت لا تمت للآدمية بصلة
احتفلت مستشفى العباسية للصحة النفسية والإدمان اليوم بتخرج دفعة جديدة من الشباب المتعافين من الإدمان، والذي يوجد لغياب الدور التربوي والمجتمعي، ولربما مرور الشباب بأزمات نفسية ومشاكل أسرية تجعل البعض منهم يتخذ مسارا آخر يكون هو أقرب الحلول في نظره.
"إتعاطيت جميع أنواع المخدرات والخمور وبعت كل حاجة"، "ي.ع" أحد متعاطي المخدرات الذي كان السبب في خسارته لكل ما يملك الرجل الأربعيني، بات سعيدا لتماثله السريع للشفاء بعد علاجه لمدة 3 شهور بالمستشفى، جبهته التي كشفت بسبب تراجع شعره الأسود عنها، وعيناه السوداوان الثاقبتان، وبدنه الذي بات رياضيا وملابسه البسيطة كانت ملامح رجل تعافى تماما من مرض عضال وكأنه لم يقترب من هذا البدن.
"إتجوزت وكان عندي 18 سنة وكنت تاجر في العتبة وكنت مستور والحمد لله وفجأة خسرت كل حاجة"، بدأت رحلته مع الإدمان تفقده الإحساس بالمسؤولية لينسى أنه رب أسرة ولديه 3 بنات وزوجة ليصبح أسيرا لـ"سيجارة محشوة"، تكون سببا في دمار حياته وفقده لممتلكاته بين عشية وضحاها، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى أن يفقد الرجل من حوله من أقربائه وأصدقائه ليصبح وحيدا منبوذا في النهاية من الجميع، ويصبح سببا أيضا في معاناة أسرته وبناته المسؤولين في الأساس منه، الرجل الأربعيني خاض مشاكل أسرية متعددة كادت أن تودي به إلى سبل لا يعلم أخرها إلا الله عز وجل.
"بدأت أستفيق من اللي أنا فيه أول ما اتقدم لبنتي عريس، وما لقيتش حد من قرايبي واقف جنبي بسبب سلوكي السيئ، وكانت دي بداية وقفتي مع نفسي وإصراري إني أرجع من إللي أنا فيه"، خشي على أسرته من الضياع بعدما شبت بناته الثلاث ورأى كم يمقته الناس حتى أقرب الناس إليه لتصبح هذه هي بداية إصراره على العلاج ليتقدم إلى مستشفى العباسية لتلقي علاج الإدمان الذي يغادر جسده بعد 3 أشهر من جلسات العلاج النفسي والطبيعي.
"م.م 26 سنة"، كانت المشاكل الأسرية هي التي دفعته لخوض مغامرة فاشلة ثمنها هو دمار حياته، "قعدت 8 سنين أتعاطى كل شيء وكانت البداية تجربة مع أصدقاء السوء"، يروي الشاب العشريني تفاصيل المرحلة البائسة من حياته ليعبر عن كم المرارة النفسية التي عانى منها ونبذ المجتمع له على أنه مجرم وبعيد عن التعامل الآدمي.
علامات البهجة والفرحة على وجهه أثناء حديثه وكأنه يروى تفاصيل لا تمت له بصلة، وكأنما يتحدث عن شخص آخر "من كتر المعاناة النفسية وبغض الناس ليا قررت إني أرجع عن الطريق ده"، وبدأ الشاب العشريني في مواجهة المرض وتخطيه بعد جلسات العلاج في مستشفى العباسية ليتم تماثله للشفاء بعد ذلك.
"ه.ر 19 سنة"، كانت تتعاطى المخدرات منذ 3 سنوات مضت، وكانت متزوجة وانفصلت بسبب الإدمان، تروي عن سبب وصولها لهذه المرحلة قائلة: "مشاكل أسرية هي التي أدت بي إلى الوصول لهذا الطريق".
كاد الإدمان أن يعصف بحياتها بعدما وجدت بسهولة صحبة سوء تساعدها على الوصول لما تريد في فترة التعليم الثانوي الأزهري، وكان دخلها المادي الذي كانت تتقاضاه من العمل في شركة برفانات إلى جانب مصاريف الدروس هو ما يساعدها على الاستمرار في ذلك الطريق، إلى أن شعرت في يوم ما أنها لا شيء وسط البيئة التي تعيش فيها سواء من زملائها أو الأسرة أو الناس في المحيط الخارجي، وكان ذلك مدعاة للبدء في رحلة العلاج على حد وصفها، قضت بالمستشفى فترة 3 أشهر وجدت في بدايتها صعوبة بالغة في التعامل مع الأطباء والحرمان من رؤية الأهل والأصدقاء إلى أن بدأت في مرحلة الاستقرار النفسي والذهني لتخرج في حالة جيدة بعد فترة العلاج.