النقيب "صلاح".. فقد ذراعه فى تفجير إرهابى وما زال يحلم بالشهادة
«لسه طالب الشهادة.. ربنا ينولهالى».. بتلك الأمنية بدأ النقيب صلاح محمد حسين عبدالمطلب، حديثه لـ«الوطن»، وهو لمن لا يعرف، ضابط شرطة أصيب، 28 فبراير الماضى، فى انفجار قنبلة زرعتها عناصر إخوانية فى طريقه والقوة المرافقة له، على طريق أبوكبير - ههيا بالشرقية، ما تسبب فى إصابته بتمزق فى الذراع، أدى لاحقاً إلى البتر.
وعن تفاصيل إصابته، ورحلته العلاجية فى لندن، والمواقف التى تعرض لها، وحكايات أخرى، دار حديث «الوطن» مع النقيب «صلاح»، الشهيد الحى، أو العائد من الموت، الساعى وراء الشهادة، لكن كل تلك الكلمات لن ترسم صورة دقيقة لهذا البطل، الذى ذرفت عيناه الدموع، وهو يقول من أعماق قلبه: «نفسى فى الشهادة». يحكى النقيب «صلاح»: «كنا فى مأمورية، وكان معنا عدد من زملائى الضباط، على رأسهم مأمور قسم أبوكبير، وعدد من الجنود، وعلى طريق ههيا انفجرت قنبلة بالقرب من السيارة التى كنت أستقلها، كان صوت الانفجار مروعاً، نظرت حولى، فوجدت أحد زملائى الضباط أصيب ومعه أحد الجنود، وفى تلك اللحظة اكتشفت أننى لا أستطيع تحريك ذراعى اليمنى، بسبب التمزق فى منطقة الكتف، عظام الذراع سحقت تماماً، كان شابك باللحم بس، وما هى إلا لحظات، وبعد انحسار الدخان والأتربة، حتى شاهدت طفلة صغيرة اسمها (صابرين) كانت أصيبت فى الانفجار، وخوفاً من وقوع انفجار آخر، حملتها بذراعى اليسرى، وعبرت بها الطريق جرياً، حتى وصلنا إلى سوبر ماركت تركتها فيه، ثم فقدت وعيى».
ويتابع «صلاح»: «تم نقلى لمستشفى أبوكبير المركزى، ثم إلى مستشفى الأحرار، وعندما استعدت وعيى فى المستشفى كنت شايل دراعى المقطوع، وطبعاً حالتى كانت صعبة جداً، فوافقت وزارة الداخلية ممثلة فى الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالتنسيق مع القوات المسلحة، على نقلى بطائرة فى نفس الليلة إلى المستشفى العسكرى، ومنها إلى لندن، التى قضيت بها 6 أشهر بدءاً من الأول من ديسمبر حتى يوم الجمعة الماضى».
وعن الأيام التى قضاها فى لندن، يقول «صلاح» إنه كان يدعو الله ليلاً ونهاراً أن يعجل بشفائه حتى يعود لمصر، وكلما كان يتصل به أحد زملائه، كان يطالبه بأن يبلغ القيادات بأنه سيعود من لندن للعمل مرة أخرى، مشيراً إلى أنه فخور بإصابته، وستظل مصدراً لفخره، ما دامت الروح حية بين ضلوعه. ويؤكد «صلاح» أن ما حدث زاده إصراراً على مواصلة العمل فى الشرطة لخدمة مصر.