"السلطان قلاوون".. إمام المصليين في شهر رمضان
رمضان شهر الخير والعرفان، الكل يتسابقون لطلب الرحمة والمغفرة يتساوى في ذلك الأمراء والصعاليق، وواحد من أهم السلاطين البارزين في تاريخ الحكم الإسلامي هو السلطان قلاوون، سابع سلاطين الدولة المملوكية، والذي أشتهر بعاداته الطيبة والخيرة في هذا الشهر الكريم.
من هو السلطان قلاوون
كان الأمير سيف الدين قلاوون أحد المماليك البحرية، وأصله من قبيلة أوغلي القوقازية، جلب صغيرًا لبلاد الشام، واشتراه الأمير علاء الدين العادلي بألف دينار، فعُرف قلاوون بـ"الألفي"، ولما توفي الأمير علاء الدين انتقل إلى خدمة الملك الصالح أيوب، ثم أهّلته مواهبه وملكاته لأن يبرز على الساحة في الفترة التي خرجت فيها دولة المماليك البحرية إلى الوجود.
وزامل "قلاوون" الظاهر بيبرس البندقداري في حرب الصليبيين في المنصورة وفارسكور أثناء الحملة الصليبية السابعة، كما رافق "بيبرس" في الهرب إلى الشام بعد مقتل أستاذهم فارس الدين أقطاي أيام عز الدين أيبك، ثم عاد واشترك في قتال المغول في عين جالوت، ولما تولى السلطان الظاهر بيبرس سلطنة المماليك صار قلاوون أكبر أمرائه، فقد أولاه ثقته، لرجاحة عقله وشجاعته، وتصاهرا، حيث تزوج بركة خان بن السلطان بيبرس من ابنة قلاوون، تأكيدًا على روح المحبة والصداقة بينهما.
كيف تولى قلاوون حكم مصر
لما ساءت سلطنة بركة خان وفشل في القيام بأعباء الحكم لخفته ورعونته وسوء تصرفه أجبره الأمراء على خلع نفسه من الحكم، وكان لـ"قلاوون" يد ظاهرة في هذا الخلع، وأقيم مقامه أخوه بدر الدين سلامش، ولقب بـ"الملك العادل"، وعمره 7 سنوات.
السلطان قلاوون في رمضان
رحم الله السلطان الكريم، فقد كان عفيفا طيبا، يتحلى بكافة الصفات النبيلة، ومن أجمل ما يذكر عنه عن عاداته في شهر رمضان هو حرصه الشديد على أن يؤم رجاله في الصلاة.
ويذكر المؤرخون أن السلطان قلاوون أعتاد على أن يؤم المصليين بدءا من أولى ليالي شهر رمضان وحتى غرة شهر شعبان، وذلك حرصا منه على أن ينال ثوابا مضاعفا وأجرا كريما من عند الله، فضلا عن قيامة بالإحسان على الفقراء والمساكين طوال أيام الشهر الكريم.