بعد إحكام القبضة الأمنية.. الأهالى يبدأون العودة إلى الشيخ زويد
عادت بعض الأسر والعوائل إلى الشيخ زويد ورفح بعد مغادرتها منذ شهور إلى مدينة العريش، عقب سيطرة القوات والأجهزة الأمنية على مداخل ومخارج الشيخ زويد، وعجز الجماعات المسلحة عن القيام بعمليات إرهابية بسبب حصارهم من قبل القوات، حيث بدأت الأسر المهجّرة فى العودة مرة أخرى إلى منازلها بعد تحسن الأوضاع فى الشيخ زويد ورفح بالتزامن مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات وتكلفة المعيشة فى مدينة العريش.
«محمد أرميلات»، من أهالى مدينة رفح، أكد أنه قرر حزم حقائبه برفقة أسرته والرحيل بعد تدهور الأوضاع الأمنية، متوجهاً إلى مدينة العريش، وأضاف «محمد»: «هاجرت لكى أبعد أسرتى عن أى رصاصة طائشة قد تأتينى أنا أو أولادى، فاستأجرت فى العريش شقة صغيرة على طريق ساحل البحر، مقابل 800 جنيه شهرياً، والعقد لمدة عام، ومنذ حوالى أسبوعين جاء صاحب العمارة وأخبرنى بأن العقد اقترب من الانتهاء، وأنه لا ينوى التجديد، واكتشفت فيما بعد أنه وجد شخصاً آخر يريد أن يستأجر منه الشقة بـ1500 جنيه»، ولفت محمد إلى أن الإقبال على الوحدات السكنية فى العريش زاد بعد تدهور الأوضاع فى الشيخ زويد وعمليات الإخلاء فى رفح، الأمر الذى تسبب فى رفع الأسعار بنسبة 100%، وأشار إلى ارتفاع أسعار الخضراوات، نظراً لأن العريش مدينة مستهلكة وغير منتجة فتأتيها أغلب الخضراوات والفاكهة من المحافظات الأخرى.
وقال أسامة عايد، من أهالى الشيخ زويد، إنه اختلفت مع صاحب العقار على فنطاس المياه فى حى السمران بأطراف العريش، ووصلت الأمور إلى حد الاشتباك بالأيدى، وبعدها بيومين داهمت القوات الأمنية منزله، واحتجزته ثلاثة أيام للاشتباه، بالرغم من إجرائهم الكشف الأمنى والجنائى عليه ولم يجدوه مطلوباً، ولكن التهمة أنه من أهالى الشيخ زويد.
وأوضح محمد أبورياش أن الأوضاع فى الشيخ زويد ورفح أحسن حالاً من العريش، وأضاف أن الأوضاع الأمنية فى العريش سيئة، فلا يكاد يخلو يوم إلا وتنفذ فيه العناصر الإرهابية عملية استهداف لرجال الأمن أو الأهالى، مشيراً إلى أن أصوات الرصاص تسمع بصفة مستمرة، بالرغم من أن الموضوع انتهى تماماً فى الشيخ زويد ورفح التى أصبحت تحت السيطرة الأمنية، بعكس العريش التى ارتفعت فيها وتيرة العنف بشكل مخيف. وعن النقص الحاد فى الخدمات بالشيخ زويد ورفح، قال فايز أبوحرب، عضو مجلس الشعب السابق، إن المدينتين بهما نقص حاد فى الخدمات، ولذلك هجرها الناس، فلك أن تتخيل، والكلام لأبوحرب، أن محطات الوقود لا تعمل منذ شهر أكتوبر 2014م، ومحطات الغاز مغلقة منذ ما يقارب 6 شهور، والكهرباء والمياه دائمة الانقطاع، فضلاً عن إغلاق الطرق والشبكات.
نبيل أحمد من أهالى العريش، قال: «عشت طفولتى فى الشيخ زويد، ويعمل أبى تاجراً بها، ولنا منزل بوسط المدينة، ولكن حينما تدهورت الأوضاع خلال العامين الماضيين، رحلنا إلى بيتنا الآخر، خلف الموقف القديم فى العريش، ولكن بعد تدهور الأوضاع فى العريش جعلنا نفكر جيداً فى العودة إلى الشيخ زويد مسقط رأسى، لأنها أصبحت محكومة أمنياً.
وأشار عامر حسن إلى أن الأشياء الضرورية فى الحياة هى الماء والكهرباء، وانقطاعها المتكرر فى مدينتى الشيخ زويد ورفح، جعله يفكر بمعاونة جيرانه بعمل بئر مياه مناصفة فيما بيننا، لافتاً إلى أن تكلفة البئر تصل إلى ما يقارب 30 ألف جنيه، وأضاف أن المشكلة تكمن فى شيئين مهمين، أولهما أن البئر تعمل بالكهرباء، أو الوقود، وأنه يتعذر علينا الحصول على الوقود، فإن جميع المحطات ترفض تعبئة جراكن وقود، بعد التنبيهات الأمنية حتى لا يصل الوقود إلى سيارات المسلحين، وأضاف: «سوف نقوم بعمل «جابية» بجوار البئر، نقوم بتعبئتها حال أن تكون الكهرباء موجودة، وفى حال انقطاعها، سنستخدم الجابية، فإن الكهرباء تنقطع وتعود بشكل مستمر، والشىء الثانى هو ارتفاع تكلفة البئر والجابية والمضخات الرافعة».