الحسين وعمرو بن العاص والأزهر.. مساجد يقبل عليها المصلون في ليلة القدر
"لي فِيْك مَا قُدِّر الْرحَمْن لَي وَطَر.. وَبِي رَجَاء لَعَفُو الْلَّه يُنْتَظَر".. يبدو صعبًا أن تفوز بمقعد في أحد مساجد القاهرة الكبرى خلال ليلة القدر في السابع وعشرين من شهر رمضان، "عمرو بن العاص أو الأزهر أو الحسين أو السيدة زينب" جميعها مساجد يتهافت عليها المصلون في هذا اليوم، ليصل أعداد الوافدين إليها من كل فج عميق لقرابة الآلاف من المصلين.
مسجد عمرو بن العاص هو الأشهر على الإطلاق والأكثر بالنسبة لأعداد الوافدين إليه من المحافظات الذين حرصوا على المجيء مبكرًا وافترشوا ساحاته وتناولوا أطعمة الإفطار للظفر بوجبة أخرى من صوت الشيخ محمد جبريل.
جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بني في مصر وإفريقيا كلها، وجرى بنائه في مدينة الفسطاط "مصر القديمة" حاليًا، والتي أسسها المسلمون في مصر بعد فتحها، وكان يسمى أيضًا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع، ولم يكن الشيخ محمد جبريل هو الوحيد الذي جذب المصلين من أنحاء البلاد بل كان أيضًا الليث بن سعد والعز بن عبدالسلام.
أما الجامع الأزهر الذي يقع جنوب شرق القاهرة القديمة وبالتحديد في ميدان الأزهر، بناه جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله الفاطمي سنة 970، وأقيمت به أول صلاة جمعة سنة 972، ويتكون بناءه من ثلاث أيوانات حول الصحن، وكان أكبرها أيوان القبلة وبه خمس أروقة، وللجامع ثمانية أبواب، جميعها تزدحم بشكل غير طبيعي ليلة القدر من قبل المصلين الذي حضروا لحجز مكان لهم داخل ساحاته.
وعلى الجهة الأخرى من الجامع الأزهر، تسابق أبناء المحافظات لدخول مسجد الحسين المرتبط وجدانيًا بآل بيت النبي، وبني المسجد في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية، تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
يوجد أيضًا مسجد السيدة زينب، إضافة إلى المساجد الثلاث السابقة، وهو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، وينسب إلى السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، ومسجد السيدة نفيسة الذي تم تأسيسه في 1314 هجرية الموافق 1897 ميلادية وينسب إلى السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبي طالب رضي الله عنه، ويهرع المصلون إلى هذين المسجدين في ليلة القدر، فإليهما تهفو النفوس وتحن الأفئدة.