سقوط صاروح إسرائيلي على الأراضي المصرية دون خسائر
سقط صاروخ إسرائيلي، صباح اليوم، على جنوب مدينة رفح المصرية بمحافظة شمال سيناء دون إصابات أو خسائر، بحسب مصادر.
وقال مصدر سيادي إن الصاروخ وقع في الأراضي المصرية عند العلامة الدولية رقم 7 جنوب معبر رفح، حيث أطلقته طائرة مقاتلة من طراز F-16 على أحد الأهداف الحدودية داخل غزة، إلا أنه انحرف ووقع في الأراضي المصرية. وأكد المصدر أن الصاروح لم ينفجر، فضلا عن وقوعه في منطقة صحراوية.
وشدد على عدم وجود أي خطر من الصواريخ الإسرائيلية التي تنطلق من الطائرات الإسرائيلية، لافتا إلى أن هذه الصواريخ موجهه إليكترونيا ولا تنفجر إلا في الهدف المحدد من البداية، مضيفا أن هذه الصواريخ توجه عبر كمبيوتر حساس داخل الطائرة بإحداثيات يتم إدخالها وقت استهداف الهدف، على حد قوله.
وأشار إلى وجود اتصال بين مصر وإسرائيل لإعادة هذا الصاروخ مرة أخرى إلى إسرائيل.
وفي سياق متصل، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصف المناطق الحدودية داخل أراضي غزة بالتوزاي مع الأراضي المصرية التي لا يفصلها إلا أمتار معدودة عن الأراضي المستهدفة.
ورصدت "الوطن" استهداف الطائرات منطقة الأنفاق المشتركة بين غزة ومصر من داخل الأراضي الفلسطينية بصواريخ ارتجاجية تحدث انفجارات عنيفة تؤثر على كافة المناطق المحيطة، بما فيها الأراضي المصرية، خاصة أن هذه الصواريخ محرمة دوليا وتعمل على اهتزاز التربة لمسافة تصل إلى عشرات الأمتار، ما ينتج عنه تدمير الأنفاق، فضلا عن إحداث اهتزازت وشروخ في المنازل المصرية على الجانب الآخر من القصف.
وتراجعت قوات الجيش المصري من المنطقة الحدودية وعادت إلى الخلف لعشرات الأمتار، بعد صدور تعليمات أمنية من الجهات السيادية بابتعادهم خوفا على سلامتهم من أي شظايا نتيجة القصف المباشر للحدود الفلسطينية مع مصر.
وبسؤال مصدر سيادي عن إمكانية تعرض الجنود المصريين لأي أضرار من القصف المباشر للحدود، أكد وجود احتياطات اتخذتها قوات الجيش لعدم تعرض أي جندي مصري للقصف، موضحا أن إسرائيل قامت بإبلاغ الجانب المصري باحتمالية قصف المناطق الحدودية في أي وقت، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تمثلت في سحب قوات الجيش من نقاط خدمتهم على حدود غزة لمسافة عشرة أمتار إلى الخلف، على حد قول المصدر.
وفي السياق ذاته، استمرت الدراسة في مدارس مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة ولم تقم مديرية التربية والتعليم بمحافظة شمال سيناء بنقل الطلاب من المدارس الحدودية القريبة من الحدود مع غزة، بعد أن رفض الأهالي نقل أبنائهم منها وقدموا إقرارات بالموافقة على استمراراهم في الدراسة بنفس المدارس البالغ عددها خمسة مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية، تقع مقراتها على بعد أمتار قليلة من الحدود مع غزة، بعد توقيعهم ضمانات وإقرارات عند المكاتب السيادية والتعليمية لإخلاء مسؤولية الدولة من أي ضرر قد يتعرض له أبناؤهم.
وقال أبوعدنان، من سكان حي صلاح الدين الحدودي في رفح المصرية، إنهم لن يرحلوا من المنطقة ولن يقوموا بنقل أبنائهم من المدارس، لافتا إلى وجود مخطط صهيوني لترحيلهم من المنطقة لتصبح منطقة دولية عازلة لصالح أهداف سياسية صهيونية مشتركة في المنطقة، موضحا أن القصف العنيف المتكرر يوميا للمناطق الحدودية يدل على هذا المخطط، وخاصة أن الحكومة المصرية في عهد مبارك طلبت منهم إخلاء منازلهم وتدميرها لتصبح منطقة حدودية، لكنهم رفضوا وقاوموا هذه الأفكار.
وكانت أنباء ترددت، أمس، عن إخلاء السلطات المصرية مدرسة رفح للتعليم الأساسي، والتي تقع بالقرب من الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة؛ خوفا على التلاميذ من التعرض لشظايا من القصف الإسرائيلي، على حد توضيح المصادر الأمنية والتعليمية.
وفي نفس السياق، نفى اللواء عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، صحة ما نُشر في وسائل الإعلام بشأن إقامة معسكرات إيواء للفلسطينين بمدن المحافظة بعد هروبهم من القصف.
وأكد حرحور أنه "لا صحة مطلقا لما نُشر في وسائل الإعلام عن إقامة معسكرات إيواء للفلسطينيين بالمحافظة"، مضيفا أن الفلسطينين لا يهربون من الأساس من بلادهم، وأن هذه الأخبار عارية من الصحة.
وفي سياق آخر، عاد إلى الأراضي المصرية الوفد الشعبي المصري لدعم المقاومة الفلسطينية وأهالي غزة عبر معبر رفح البري، بعد عبورهم مساء أمس، في ظل إجراءات سهَّلت عبورهم لأول مرة بالبطاقات الشخصية منذ عام 1967.
وضم الوفد أكثر من 500 ناشط مصري من محافظات مصر، فضلا عن رموز الثورة المصرية. ووصل الوفد إلى معبر رفح أمس لإقامة تظاهرة من أجل إعلان التضامن الكامل مع أهالي غزة وإدانة العدوان الصهيوني على القطاع، وسمحت السلطات المصرية لهم بالدخول بالبطاقات الشخصية بعد إصرارهم.
وقال مصدر سيادي بمعبر رفح البري إن الوفد عبر إلى غزة بتعليمات من الرئاسة مباشرة، بعد إصراره على دخول القطاع.
ومن جانبه، قال الشاعر تميم برغوثي، أحد أعضاء الوفد، إن سبب دخول الوفد الكبير الذي يضم 550 مصريا إلى غزة بالبطاقات الشخصية هو الضغط الشعبي من هذه الأعداد الكبيرة، مضيفا: "نقول للعالم أجمع إننا كشعوب نستطيع كسر القيود ورفع رايات الحرية".
وعلى صعيد آخر، قال الدكتور طارق خاطر، وكيل وزارة الصحة بمحافظة شمال سيناء، إن الوزارة دعمت مستشفى العريش العام بقوافل طوارئ للتعامل مع الحالات الطارئة لجرحى ومصابي غزة، موضحا وجود تخصصات طبية في جراحات القلب والمخ والأعصاب والعظام والأوعية، لافتا إلى أن الوزارة أرسلت 19 طبيبا وكميات من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات للمساهمة في علاج المصابين الفلسطينيين القادمين من معبر رفح البري، لامتلاء كافة مستشفيات غزة بالمصابين والجرحى جراء القصف الإسرائيلي المتكرر على مدار الساعة على القطاع.