ليلة "عيد العمال" في مكتبة مركز الدراسات الاشتراكية
يحتفل العمال حول العالم في مطلع شهر مايو من كل عام بذكرى عيدهم، هذا الاحتفال يختلف من بلد لأخرى، ومن حركة لأخرى، وفي مبنى ملحق بإحدى عمارات الجيزة بشارع مراد مرعى، حيث يقع مركز الدراسات الاشتراكية مقر حركة "الاشتراكيين الثوريين"، نجد احتفالاً مختلفًا.
كانت ليلة العمال هناك مختلفة، حيث سهر الصديقان محمود نوار، طالب الحقوق بجامعة حلوان، وزميله أحمد بحراوي، الطالب بطب القصر العيني، يعدان لمسيرة تضامن الطلبة مع العمال حيث أطلق نوار منذ أيام دعوة على "فيس بوك" مع مجموعة "طلاب الاشتراكيون الثوريون – جامعة حلوان" لعمل مسيرة تضامن للطلاب مع العمال، لأنه ـ بحسب رأيه ـ مطالبهم مشتركة من الرغبة في الحصول على فرصة عمل تحترم حقوقهم من حيث ساعات العمل والأجر العادل.
انخرط نوار في العمل السياسي، عام 2008 بسبب القضية الفلسطينية، وبدأ اهتمامه بالقضايا العمالية في العام التالي من خلال تطوعه للعمل في اللجنة التنسيقية للعمال التي كانت، بحسب قوله، أول من أطلقت فكرة تأسيس النقابات المستقلة والعمل على وضع حد أدنى للأجور بالاستعانة بأبحاث د.أحمد سيد النجار.
يرى نوار ومعه بحراوي أن هناك فجوة بين اليسار المصري والعمال في مصر، فبرغم الأثر الكبير الذي ظهر للعمال في ثورة يناير، حيث اعتبر البعض أن حركة العمال كانت الضربة القاضية لنظام مبارك، إلا أنه لم يتم استغلال هذه القوة لتكوين حزب عمالي قوي يناضل ضد أي ظلم أو سيطرة من قبل أصحاب السلطة أو رءوس الأموال، وعادت الأمور إلي ما كانت عليه.
ويؤكد:"إن أغلب الإضرابات العمالية ترى مشكلتها مع إدارة المكان الذي تعمل فيه، ونادرًا ما تعمل على تحويل مطالب الإضراب لمطالب سياسية تُصلح ما هو أبعد من مجرد زيادة ضئيلة في الراتب أو ضمان مكافأة نهاية خدمة أكبر بنسبة ليست كبيرة لجعل الإضراب يصلح منظومة وسياسة دولة.
ويقول بحراوي:"إن الأحزاب اليسارية الموجود حاليًا لا يوجد بها تمثيل وقوة عمالية حقيقية تكون مؤثرة، حيث ذهبت إلى الحزب الشيوعي المصري للانضمام إليه قبل الثورة، ولكني تركته بعد فترة حيث لا يجد به الثورية الكافية، فضلا عن عدم وجود شفافية كافية داخل الحزب.
ويتابع:"انتقلت بعدها إلي الحزب الاشتراكي المصري، لكني صدمت بتصريح أحد قياداته حول عدم مساندته لإضرابات العمال والحديث عن أن العمال عليهم التوقف عن إضراباتهم وهو ما لم أرضَ به، ويضيف:"لو أن الحزب به عمال يعانون ما يعانيه أغلب عمال مصر من العمل بشكل مؤقت ودون الشعور بالأمان الوظيفي ما صدرت عن قياداته مثل هذه التصريحات.
ويجلس بحراوي في اللحظة التي يحدثني فيها عن تجربته في حزبين يساريين في مكتبة مقر الاشتراكيين الثوريين يساعد صديقه محمود نوار في إعداد اللافتات والأعلام التي تطالب بتطهير المواقع العمالية من رموز الفساد، ووضع حد أدنى وحد أقصى للأجور وأن تكون المصانع "للعمال مش لعصابة رأس المال".
سألت نوار عن رأيه في تجربة خالد علي ـ المرشح للرئاسة ـ الذي يعتمد بشكل كبير علي العمال وله تاريخ في مجال مساندة النضالات العمالية، فقال:"إن العمال لن ينتخبوا خالد علي كما أنهم لم يعطوا له توكيلات شعبية تغنيه عن اللجوء للأحزاب للحصول علي توكيلات من أعضائهم في البرلمان.
يضيف:"العمال لا يرون في خالد علي الرئيس ولكن المحامي اللطيف الذي يدافع عنهم بدون أخذ مقابل لأنه رجل جدع ليس أكثر من ذلك، لكن العمال سيختارون الشخص القوي حتي إذا كانت قضايا العمال في ذيل اهتمامات برنامجه أو غير موجودة أصلاً ، كما اختار الكثير من العمال حزب الحرية والعدالة وهم ضد إضرابات العمال، وحقوق العمال ليست في أولوياتهم.
يشعر نوار وبحراوي بوجود فجوة كبيرة بين الطلبة والعمال في الشارع المصري وكقوى مجتمعية شاركت في الثورة كان من آخر ما قالوه:"إن مسيرة اليوم هي إحدى محاولات بناء جسر بين الطلبة والعمال للتنسيق بينهم وخصوصًا إنه يوجد الكثير من الاهتمامات بين الطرفين.
وترك نوار وبحراوي لافتاتهم التي كتبوها تجف ليذهبوا إلى منازلهم في الثانية صباحًا واللافتات والأعلام تحيطها كتابات لينين وتروتوسكي وأجزاء من كتاب كارل ماركس رأس المال ومجلة كلام صنايعية التي تصدرها دار الخدمات النقابية والعمالية لتؤنس وحدتها حتي الصباح عندما يعودا إلى المسيرة أمام كلية صيدلة للتوجه إلى مقر الاتحاد المصري للنقابات المستقلة بشارع القصر العيني ومنها إلى مقر مجلس الوزراء ومجلس الشعب لرفع مطالبهم إليهم .