فيديوهات القتل.. تصوير ومونتاج وإخراج «على أحدث طريقة»
فيديوهات القتل.. تصوير ومونتاج وإخراج «على أحدث طريقة»
إصدارات «داعش» المرئية تثير حيرة العالم
يستخدم داعش تقنية هى الأحدث فى عالم التصوير والإخراج، والمونتاج تدل على وجود محترفين على درجة عالية فى إنتاج هذه الفيديوهات.
«التنظيم» يستخدم «5D» و«سلو موشن» و«فاينال كت»
جريدة «تايمز» البريطانية نشرت تقريراً فى توقيت سابق أن تنظيم «داعش» يعمل على استخدام أحدث تقنيات الصوت والصورة وعمليات المونتاج فى إنتاج أفلام الفيديوهات التى يبثها على شبكات التواصل الاجتماعى، أو عبر الهواتف النقالة. وقد رصد التقرير أن الأسلوب الذى يستخدمه «داعش» فى إنتاج الأفلام هو ذاته المستخدم فى «هوليوود» الأمريكية، والذى يتم ترسيخه من أجل استخدام أحدث الأفلام بتقنيات عالمية. تقوم الطريقة المستخدمة فى مونتاج الفيديوهات على بث مشاهد قصيرة ومتتابعة للعمليات التى يقوم بها التنظيم، وذلك عن طريق إظهار صور المقاتلين على أنهم أبطال ومقاتلون أقوياء فى المعارك، وتظهر هذه المشاهد مع مؤثرات صوتية تتمثل فى أناشيد دينية تحفز على القتال والاستشهاد فى سبيل الله.
وقد بث «داعش» من قبل سلسلة أفلام عبر شبكة الإنترنت تحت عنوان (Let’s Go)، وهى أفلام تهدف لاستقطاب الشباب المقاتلين، واستخدم فيها تكنولوجيا فائقة الجودة والتطوير فى الصوت والصورة والمونتاج، وكانت مدة كل فيلم من هذه السلسلة خمس دقائق، ويتضمن تحفيزاً عالياً على القتال ويتم فيه استخدام «أساليب هوليوود» فى المونتاج الذى يقوم على السرعة ودفع المشاهد ليعيش فى الحدث مع قدر كبير من الإثارة. ويعمل التنظيم فى ذلك على استخدام أحدث برامج صناعة الأفلام فى العالم لإنتاج هذه المقاطع التى يتم بثها على الإنترنت، لا سيما برنامجى «أفيد» و«فاينال كت برو»، وهذه البرامج تتيح كافة الإمكانات والمؤثرات التى تظهر فى الفيديوهات، وهى برامج لا يستطيع استخدامها سوى المحترفين. كما يستخدم «داعش» العديد من المؤثرات الصوتية والعرض البطىء للمشاهد، أو ما يسمى تقنياً بالـ«سلو موشن»، حيث تظهر فى فيديوهات التى تبثها «داعش»، وهى تعرض جرائم الإعدام بحق الرهائن، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، فى العراق وسوريا، فضلاً عن أن تقنيات الصورة والإضاءة المستخدمة تحتاج إلى محترفين، لديهم قدرة كبيرة وخبرة فى تصوير الأفلام. والتى يتم فيها استخدام كاميرات «5D» فى التصوير.
ويرجع الكثير من المحللين لهذه الفيديوهات، أنها لا يمكن أن تكون نابعة من مجرد جماعة إرهابية، بل إن وراء ذلك أجهزة مخابرات دولية، لديها القدرة على إنتاج وتوصيل رسائل بعينها إلى العالم، وإثارة الزعر فى نفوس الملايين، عن طريق بشاعة المشاهد فى التصوير واستخدام زوايا ومؤثرات فى الحركة تخلق حالة من الرعب لدى كل من يشاهد هذه الفيديوهات. يشرح شادى على، مخرج، أن تنظيم «داعش» لديهم قدرة هائلة على استخدام التصوير ووضع معالجة من المونتاج والجرافيك بطريقة احترافية، وهذا يتضح فى العديد من الفيديوهات، ففى الفيديو الذى بثه «داعش» أثناء إعدام الطيار الأردنى معاذ الكساسبة فى فبراير الماضى، استخدم التنظيم طريقة تصوير وحركة بالكاميرا عالية الدقة والاحتراف، تساعد على بث الرعب فى نفس أى شخص يشاهد الفيديو، فيؤكد ذلك بما لا شك فيه أن لديهم أفراداً على احتراف كبير، واستخدام «سلو موشن» فى الفيديو، وهو ما لا يمكن أن يستخدمه أى شخص عادى، لديه دراية بسيطة فى التصوير.
فيما يقول محمد الوزيرى، مخرج، لا يمكن أن يكون هناك صعوبة فى إخراج وتصوير فيديوهات قصيرة مثل مساحة الدقائق فى فيديوهات «داعش»، لكن الصعوبة فى كيفية تصوير وإخراج هذا الأفلام بهذه الجودة التى نراها فى فيديوهات «داعش».
يرى «الوزيرى» أن هناك تقنية كبيرة فى فيديوهات «داعش» ليس فقط من حيث التصوير والإخراج، بل اختيار زوايا التصوير نفسها، والتى استخدموها فى أكثر من فيديوهات أثناء حرق معاذ الكساسبة وذبح المصريين على شواطئ ليبيا، من يحمل الكاميرا ويقوم على إخراج هذه الفيديوهات، يقوم باختيار زوايا هامة فى التصوير، ويستخدم معها كاميرا حديثة مثل «5D»، ويكون الهدف من هذه الطريقة واختيار الزوايا الشاسعة والقريبة، هو بث حالة من الرعب لدى المشاهد، الذى يتأثر بالمشاهدة.