«سوبر لوكس» للأغنياء.. والغلبان يشترى بالسايب «أحسن من مفيش»
«سوبر لوكس» للأغنياء.. والغلبان يشترى بالسايب «أحسن من مفيش»
الحلوى «السايب» منفذ الغلابة نحو السعادة
فى نفس الموعد من كل عام، تحل ذكرى المولد النبوى، وتتجدد معها مشاهد طوابير المواطنين أمام محلات الحلويات الراقية والشعبية، بحثاً عن «علبة» فاخرة أو «لفة» بسيطة تشمل أنواعاً من حلوى المولد: سمسمية، حمصية، فولية، ملبن، جوزية وبسيمة، أصناف عديدة لم تسلم من ارتفاع الأسعار هذا العام، وبرغم ذلك تحاول كل طبقة أن تقصد الأماكن التى تتلاءم مع ظروفها الاقتصادية سعراً ومذاقاً، «الوطن» تجولت بين عدد من المحلات ومنافذ البيع، لرصد حركة البيع والشراء المتفاوتة من مكان لآخر.
كيلو حلوى المولد فى «بولاق» يبدأ من 20 جنيهاً.. وفى «الدقى» يصل إلى 800 جنيه.. وبينهما «المنتج السورى»: «حلو وشرقى وعلى قد الإيد»
أمام أحد المحلات بمنطقة بولاق الدكرور، وقف الجميع فى طابور، يطالع بعضهم قائمة الأسعار التى شهدت تنوعاً فى سعر علب حلوى المولد، فالعلبة الكيلو تراوح سعرها بين 20 إلى 28 جنيهاً، و2 كيلو 42 جنيهاً، أما علبة 3 كيلو فكان سعرها 75 جنيهاً، وعلبة 4 كيلو وصل سعرها إلى 125 جنيهاً، كل علبة لا تخلو من الأصناف التقليدية. «محمد عبدالرحمن» ميكانيكى سيارات، قرر اختيار أصغر العلب حجماً لانخفاض سعرها: «وليه أشترى كتير، حاجة تفرّح العيال وخلاص»، مكونات العلب رخيصة السعر نسبياً، غير محبب بعضها للأهالى، سيدة ثلاثينية تتساءل عن أسعار كل قطعة لاختيار ما تفضله، عوضاً عن شراء علبة كاملة لا تحتاج كثيراً من مكوناتها: «ليه أدفع فلوس فى حاجة العيال مش بتاكلها، وأغلبها قطع ناشفة، هى فلوس بتترمى فى الأرض»، السؤال عن أسعار القطع أصبح رائجاً فى محاولة من الزبون للوصول للتشكيلة الأمثل بأرخص سعر، وتراوحت أسعار الفولية بين 2 جنيه إلى 3 جنيهات للقطعة الواحدة فى بعض محلات بولاق الدكرور. من بولاق إلى الدقى اختلف كل شىء، شكل طابور الزبائن والأسعار والأصناف المطروحة، أغلب المحلات يبدأ سعر العلب الكيلو من 100 جنيه، حتى يصل إلى 800 جنيه بحسب اسم المحل وشهرته، «ميرفت أحمد» إحدى قاطنات الدقى، اختارت حلوانياً شهيراً لاقتناء مجموعة متنوعة لها ولأشقائها، احتفالاً بالمولد كعادتها كل عام، فتحرص على الأفضل والأعلى سعراً من بين المعروض من علب فاخرة تباع بالعروسة أو أخرى تسمى بـ«علبة مجوهرات»، تقول السيدة الأربعينية: «فيها كل حاجة، ومش بتكسر السنان زى اللى بتتباع فى بعض المحلات، ودى مناسبة مش بتيجى إلا مرة فى السنة لازم نجيب أغلى وأحسن حاجة لأولادنا»، لكن آخرين كان لهم موقف آخر، فلجأوا إلى اختيار منافذ التموين أو محلات السوبر ماركت للشراء بالقطعة عوضاً عن الحلوانى الذى يرفع الأسعار إلى الضعف، من بينهم «طارق حسيب»، موظف بإحدى شركات الاتصالات الذى اختار شراء كيلو من الفولية وعدد ملائم من أقراص الحمصية والفولية والفسدقية: «كده أفضل وبنفس سعر العلبة وفى نفس الوقت رضيت الكل، بدل ما تفضل الأولاد تتخانق على نوع بعينه».
وبين منافذ الفقراء والأغنياء، كان الرصيف جهة ثالثة لبيع حلوى المولد النبوى، أمام رصيف المترو افترش «ربيع محمد» البائع الأربعينى، أصنافاً عديدة من الحلويات مصنوعة بأيادٍ سورية، يأخذها من أحد مصانع السوريين بمنطقة 6 أكتوبر، العلب لديه كانت ذات حجم موحد تكلفتها 30 جنيهاً، ومكوناتها معروفة فى الأسواق ومفضلة لدى المصريين، على رأسها الفولية والحمصية بحسبه، وتبتعد عن الأصناف «الحراقة فى السعر»، ويضيف: «فيه ناس بتشترى منى من باب التشجيع، وناس تانية بتشترى لأنها رخيصة وأحسن من حلوى بير السلم وفى نفس الوقت على قد الإيد».