«ماريونت» على رصيف «السلطان أبوالعلا»: رقصنى يا جدع
«جمال» يحرك العروسة ويتمايل معها فى الشارع
يضع كاسيت صغير حول عنقه، وعلى أنغام أغنية «مش هقول على اللى حصل بينى وبينه» للمطرب حمادة هلال، يحرك «جمال» الحبال الشفافة، فتتمايل العروسة «الماريونت» يميناً ويساراً فى مشهد راقص خلاب، يجذب أنظار المارة، الموجودين بالقرب من مسجد السلطان أبوالعلا.
جمال المصرى، يصف نفسه بالفنان، ويفتخر بعرائسه التى يصنعها بيديه من الألف إلى الياء: «بقالى 20 سنة بعمل العرايس دى فى بيتى، واتعلمت صنعها مع نفسى من كتر حبى ليها، وبقيت أرقصها لوحدى»، يحكى الرجل الستينى عن نفسه، مشيراً إلى اعتزازه بصنعته: «فيه لاعبين بالعرايس الماريونت كتير، بس يكفينى فخراً إنى نزلتها على الرصيف، من بعد ما كانت فى المسرح فقط».
«جمال» ينتمى لأسرة تهوى الفن: «أخويا بيلعب عود، وأخويا التانى مساعد مخرج فى أحد مسارح القاهرة، وأنا بشوف إن تحريك عرايس الماريونت فن عظيم»، وبالرغم من إقامته فى مدينة طنطا، وعمله كسائق تاكسى، يأتى كل يوم جمعة إلى القاهرة ليبيع عرائسه، ويأسف لعدم معرفة الشباب بعرائس الماريونت: «الشباب الصغير بيستغرب من العرايس دى وممكن يسألنى إيه دى؟ وساعتها بستغل فضوله، وأقعد أعرفه إن العرايس دى فن مصرى أصيل، ولو حد منهم شاف الليلة الكبيرة على اليوتيوب هتعجبه أوى، وبعرفهم قد إيه بنتعب فى عمايلها وفى ترقيصها بالذات».
«ده أراجوز يا حاج؟» سؤال وجهه «متولى»، أحد المارة لـ«جمال»، فأجابه: «لا دى عروسة ماريونت»، ليدور بينهما بعدها نقاش حول هذا النوع من الفن.
يعود «جمال» للحديث: «ببيع العروسة بـ150جنيه، وفيه بـ100 وبـ75 حسب الشغل للى فيها، كمان فيه عرايس خشب وبلاستيك، وبعمل حفلات بحاسب فيها بالنص ساعة وفى المتوسط بتبقى 100 جنيه، ونفسى العرايس الماريونت ترجع تانى زى زمان بقوة ونحتفى بيها كفن جميل وليه مذاق خاص، عشان كده بعمل اللى عليا وبحبب ولادى التلاتة والناس فيها».
جمع غفير من المواطنين يلتفون حول «جمال»، وعلى وجوههم علامات الاندهاش والبهجة، كباراً كانوا أو صغاراً، فلم يألفوا رؤية عرض لعرائس الماريونت فى شوارع القاهرة من قبل، ولم يشاهدوا حركات أصابع من يحركها عن قرب، بما تحمله من دقة ورشاقة، ما استفزهم لسؤاله عن أسعارها وكيفية تحريكها، والحفلات المختلفة التى ينظمها.