مراتى بسبع أرواح
خالد البرماوى
يقال إن الرجال أصحاب التاريخ الموصوم ببعض الشقاوة غالبًا يعيشون حياة زوجية غير سعيدة، فالعدالة الإلهية تقتضى أن ما أكلوه وز وز يطلع عليهم بط بط؛ وهذا تحديدا ما أبقاني لفترة طويلة بعيدًا عن "قفص الزوجية"، لذا أخذت في رفع سقف توقعاتي، وقررت على سبيل التعجيز أن يكون المستهدف زوجة سوبر مان، بسبع أرواح، وهذا هو المطوب:
• السيدة، الراقية، الشيك، الفاتنة فاتن حمامة، لم أكن أتخيل زوجتي إلا ببعض أو كل -لو تيسر- من عبقها وروحها وجمالها.. الجملة الكاملة سيدة الشاشة المصرية، ومن لم يتمناها زوجة؟! • أمك ثم أمك، لا ينفصل الرجل عن أمه بسهولة، بات الهدف محددًا.. زوجة مثل أمي الحاجة خديجة، نشيطة وشاطرة وست بيت وسبع صنايع، وعلشان أقرب لذهنكم الصورة أكثر، مطلوب كريمة مختار، بحنيتها وطيبتها ووجها السمح المريح.
• الجدعنة بقى، حقًا وصدقًا هذه وأحدة من أشهر صفات الست المصرية، وأفضل من جسدت دور بنت البلد بشهامتها وأصالتها الفنانة عبلة كامل، ومازالت مساندتها ودعمها لزوجها الحاج متولى في "لن أعيش في جلباب أبي" راسخة في ذهني، كزوجة حمولة ومتدبرة.
• ثم أن الواحد لازم يهتم بنفسه، احنا بنتعب بردوا يا أخونا، وبنروح وبنيجي، وبنشوف ونتأثر ونأثر، فلازم تكون العين مليانة، لذا فتدليع النفس فريضة مؤكدة، نقول مثلا، هند رستم على هيفاء وهبي مضروبين في الخلاط.
• وبمناسبة العين المليانة، لازم تكون كمان المعدة مليانة، مش كدا ولا أية؟ ومع أهمية المضمون يهمني جدا شكل وطريقة ما يقدم، "البرزنتيشن يا جماعة"! عملا بقاعدة "ظبط الأكل أهم من الأكل نفسه"، يبقى الهدف استحضار نسخة "دايت" من الشيف الشربيني، بس على ست.
• الست المفرفشة..سعاد حسني كطبعة قديمة، ونانسي عجرم كطبعة جديد، مع بعضا -علشان الصحة- من الكائن سكارليت جوهانسون، شوفتم طلباتي كانت متواضعة ازاي.. ولأن أساطير نكد الست المصرية ترعب الجنين في صلب أبوه، بسبب قدراتها الخارقة وذاكرتها الحديدية التي تستطيع استحضار خناقات القديم مع الجديد في باكيدج واحدة. لذا لا تنازل عن سيدة مفرفشة، تحب الحياة وتكره النكد، وتعشق السفر والسهر والسمر.
• ثم مع كل هذه الارواح، أريدها هي نفسها، مستقلة، ومتفردة، لا تشبه أحد، ولا يشبها أحد، ماعرفش ازاي؟! أريدها طبيعية وفطرية لا بلاستيكية ولا عباسية؛ أريدها.. وأريدها ليه؟ خلاص أردتها، وتزوجتها والحمدلله قبل سبع سنوات.
هي، دينا عصمت علي والي، رفيقة الدرب، بروحها المرحة، وأناقتها، وجدعنتها، وخفة دمها، وباحترامها لنفسها ولبيتها ومهنتها، وكمان بيقيني أنها ستقبل هذه الكلمات المتواضعة كهدية عيد ميلادها.. بهزر طبعا، الهدية وصلت من أكثر من شهر، هو أنا ومجنون.
كل سنة وأنتِ طيبة يا دينا، كل سنة وأنتِ الخير ذات نفسيته، كل سنة وأنتِ عكس قوانين الطبيعة، وعكس عقارب الزمن، وعكس ملامح كوكبنا البائس، كل سنة وأنتِ صديقتي، وحبيبتي، وزوجتي، وأم أولادي.