«يحيى» تزوج فى التسعين: الشباب شباب القلب
«يحيى» يشترى هدية لزوجته
«الإسدال دا بكام؟»، وقعت عينا «يحيى» على ضالته فى منتصف السوق، فأخذ يفاصل «عبدالرحمن»، البائع الصغير، لتخفيض الثمن، فصال لم يسفر عن تحريك السعر بأى حال، فاضطر يحيى صديق، الرجل التسعينى، للحصول على الإسدال بالسعر الذى فرضه البائع الشاطر من أجل زوجته الحبيبة، هدية لن تكون الوحيدة التى سيحملها إليها وإنما سيرفقها بشيكولاتة، لأنها تحبها كثيراً.
اعتاد «يحيى» قضاء الطلبات نيابة عن زوجته الثمانينية فإصابتها بخشونة فى الركبة تجعل تحركاتها صعبة، لكنه هذه المرة أراد مفاجأتها بشىء يسعدها. من يرى الزوجين للوهلة الأولى يعتقد أنهما عشرة طويلة، لكن المفاجأة تبدأ حين يؤكد الرجل أنهما حديثا الزواج: «زوجتى الثانية، اتجوزتها من سبع شهور بس»، زواج لم يقلل من إخلاصه وحبه لزوجته الأولى التى توفيت قبل عام فقط، ما إن تبدأ سيرتها حتى يتحدث بإجلال واحترام كبيرين: «اتجوزتها صغيرة، كنت بساعدها فى البيت، وكان الجيران يتريقوا عليا، لكن حبى لها يخلينى أقبل أى حاجة» زواج طويل للغاية أسفر عن إنجاب 10 أبناء قبل أن تتوفى الزوجة الوفية، ليجد نفسه وحيداً.
زواج جديد عامر بالاختلافات والنقاشات الحادة: «طبعها مختلف، مفيش تفاهم كبير زى زوجتى الأولى، بنتخانق ونتصالح فى اليوم خمس ست مرات، تلم هدومها وخلاص هتمشى تيجى عند الباب وتقولى خلاص حصل خير»، يحاول الرجل باستمرار إنجاح زيجته، فما إن يتأخر فى السوق حتى تبادر السيدة المريضة بالنزول إلى أقرب سنترال للاطمئنان عليه بالتليفون فيجيبها: «أيوه يا سكرتى، جاى فى السكة يا حلوتى».
لا يعقد الكثير من المقارنات بين الزوجتين، لأنها بالتأكيد ستصب فى صالح الأولى: «كانت مثقفة وعاقلة وعظيمة وتعليمها فى صميم التدبير المنزلى، حافظت على بيتى وربت أولادى ولو يوم اتأخرت تبكى بالدموع»، ذكرى يحفظها الرجل بحب شديد، وعلى الرغم من نصيحة ابنه: «مش هتلاقى زيها يا بابا»، إلا أنه خاض المغامرة، مؤكداً «الوحدة مرة».