علاء عبدالمنعم: من اجتمعوا مع «مرسى» لا يمثلون سوى أنفسهم.. وبدوا وكأنهم يسعون لمناصب
أكد علاء عبدالمنعم، النائب السابق، أن مشاركة بعض القوى المدنية فى مؤتمر الدكتور محمد مرسى كان ظهوراً غير موفق، يفتت القوى المدنية، خصوصاً أن المشاركين بدوا وكأنهم يسعون لمصالح شخصية، ومناصب فى النظام الجديد حال فوز «مرسى»، لافتاً إلى أن من اجتمعوا مع مرشح الجماعة لا يمثلون سوى أنفسهم.
ورأى أن علاقة الإخوان بالمجلس العسكرى جيدة جداً، وما حدث بينهما طلاق بعد زواج عرفى، وربما لا يتجاوز غضبة زوجة من زوجها، سرعان ما يعودان «حبايب».. حول موقف الأحزاب والقوى السياسية من لقاء مرسى ببعضهم، والقرارات الأخيرة للمجلس العسكرى، ونتيجة الانتخابات، أجرت «الوطن» حوارها التالى مع عبدالمنعم.
* ما رؤيتك للاجتماع الأخير لبعض القوى المدنية والثورية مع الدكتور محمد مرسى؟
- القوى المدنية لم تحضر اجتماع مرسى، ومن شاركوا هم بعض الشخصيات التى لا تعبر إلا عن نفسها، وهم أعطوا انطباعاً بأنهم يؤيدون الدولة الدينية، وبأنهم يضغطون مع الإخوان المسلمين على اللجنة العليا للانتخابات والمجلس العسكرى، على عكس الواقع، خصوصاً أن اللقاء جاء فى وقت يعلن فيه مرسى عن تشكيله للحكومة، واستعانته بتيارات أخرى من غير الإسلاميين، فظهر هؤلاء وكأنهم يسعون إلى مناصب فى النظام الجديد.
* وهل كان هناك اتفاق بين من حضروا اللقاء وباقى القوى الوطنية؟
- بالعكس، كان حضورهم اللقاء مفاجئاً للقوى الوطنية، على الرغم من أنهم كانوا مشاركين فى اجتماع تشكيل التيار الثالث، فى اليوم السابق، وكان برئاسة الدكتور عبدالجليل مصطفى، وأعلنا جميعا أننا لسنا مع مرسى، أو تيار الإخوان المسلمين، كما أننا بعيدون عن الفريق أحمد شفيق والنظام السابق، ولسنا مع المجلس العسكرى، لذلك كان غريباً أن نجدهم يجتمعون فى اليوم التالى مع مرشح الإخوان للرئاسة.
* ولماذا ترفض باقى القوى المدنية هذا اللقاء؟
- لأنه لا يجب أن يظهروا بمظهر المؤيد لـ«مرسى» بل إنهم ساعدوا فى ضغوط الإخوان على «العليا للانتخابات» و«العسكرى»، وسارعوا إلى لقاء يخدم توجه جماعة الإخوان، والمفترض أن ينتظر الجميع لحين إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، لأن ما يحدث الآن هو تفتيت وتقسيم القوى المدنية والليبرالية التى توحدت فى التيار الوطنى الثالث، قبل يوم واحد من لقاء مرسى.
* وهل حصلت القوى التى حضرت لقاء مرسى على وعود خاصة فى النظام الجديد إذا فاز بالرئاسة؟
- لا أتصور أن هناك وعوداً، بل على العكس فإن وعود «مرسى» بلا قيمة، ولا ضمان لها، خصوصاً أن هناك وعوداً سابقة لجماعة الإخوان، ومن مرشدهم نفسه، بعدم ترشحهم للرئاسة، وأنهم لا يريدون مرشحاً إسلامياً، وفى النهاية تراجعوا عنها، وعندما كان الثوار يُقتَلون فى محمد محمود، انشغلوا هم بصناديق الانتخابات.
* ولكن هناك شخصيات وطنية كانت فى لقاء مرسى، منهم الدكتور عبدالجليل مصطفى وحمدى قنديل؟
- هم وحدهم من يعرفون سبب حضورهم، ويُسألون فى ذلك، خصوصاً أنهم شاركوا دون أن يتشاوروا مع القوى المدنية والليبرالية، وهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم، لذلك عقدت القوى المدنية والليبرالية مؤتمر صحفياً أعلنت فيه موقفها.
* ولماذا ترفض باقى القوى المدنية الجلوس مع مرسى للحصول على مكاسب قبل توليه الحكم؟
- لأننا أعلنا معارضتنا لـ«مرسى» وللدولة الدينية، كما نرفض «شفيق» والنظام السابق، نحن لا نوافق على هذا ولا ذاك، لأن الإخوان المسلمين يستدعون القوى الوطنية عندما يتوافق هذا مع مصالحهم، فكيف ننسى موقفهم أثناء الانتخابات التشريعية، ورفضهم النزول إلى الميدان، واتفاقهم مع «العسكرى»، لكل تلك الأسباب نرفض الاتفاق أو الجلوس معهم، وسنظل ندافع عن الدولة المدنية.
* لماذا لم تنزلوا لميدان التحرير هذه المرة؟
- لأن نزولنا يعنى دعم مرسى، بالضغط على المجلس العسكرى، كما يعنى أن نتيجة الانتخابات لا بد أن تكون فى مصلحة مرشح الجماعة، ونحن نرفض أن يعود البرلمان، كما نرى أن الإعلان الدستورى المكمل حل مشكلة خطيرة، وهى أن رئيس الجمهورية يؤدى اليمين أمام الدستورية العليا.
* ولكن «الإخوان» قالت إن القوى المدنية البعيدة عن التوافق، مؤيدة للمجلس العسكرى، لذلك لم تنزل الميدان؟
- أعتقد أن الإخوان أنفسهم يعلمون أن هذه الادعاءات غير صحيحة، فالجميع يعرف أنه لا يوجد خلاف بين الإخوان المسلمين و«العسكرى»، وما يحدث الآن بينهما هو طلاق بعد زواج عرفى، وربما لا يتعدى الأمر غضبة زوجة من زوجها، وسرعان ما يتصالحان، وعلاقة «الإخوان» و«العسكرى» والداخل بينهما يجسدها المثل الشعبى «البصلة وقشرتها»، لأنهما سيعودان «حبايب» مرة أخرى.