"عمر" 12 عاما يبحث عن عمل في الإجازة: "محتاج خبرة"
الطفل عمر
رغم صغر سنه الذي لا يتجاوز الـ12 عامًا إلا أنه تربى على تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس ما جعله ينشر إعلانا عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يطلب فيه فرصة عمل لمدة 3 أشهر في فترة إجازته من المدرسة خشية إهدار وقته دون عمل مفيد.
اعتاد عمر عماد، الذي انتهى من الصف الخامس الابتدائي هذا العام هو وشقيقته التي تبلغ من العمر 9 أعوام على الإدخار من مصروفهم الأسبوعي وهو 50 جنيها، في صندوق أطلق عليه والده "صندوق الرحلات" فمن خلاله يستطيعون السفر مع أسرتهم.
لم يقتصر الأمر على الإدخار من مصروفهم فأحيانا يبيعون ألعابهم القديمة من خلال عرض والدتهم نرمين طلعت على مواقع بيع الأشياء المستخدمة، ثم يضعون المال داخل صندوق الرحلات، وفي نهاية العام يقومون بفتحه وإعطاءه لوالدهم للسفر وبالفعل استطاعوا السفر إلى ماليزيا.
ويريد عمر، العمل حتى يضع راتبه في صندوق الرحلات وعندما قال لوالده إنه أثناء مشاهدة الأفلام الأجنبية يجد الأولاد في أوروبا يوزعون الجرائد على المنازل، وإنه يرغب في العمل في فترة الإجازة فرد عليه الأب: "اللي عايز يشتغل يعمل لنفسه إعلان أو يدور على شغل" حسبما قال عمر لـ"الوطن". من هنا قرر عمر كتابة سيرة ذاتيه صغيرة باللغة الإنجليزية يكتب فيها اسمه ورقم هاتفه وعنوانه أنه يسعى للعمل لمدة 3 أشهر فقط ويفضل في منطقة العبور ومهارته بأنه يستطيع استخدام الكمبيوتر وتنظيم الأشياء، بالإضافة إلى أنه يجيد اللغة الإنجليزية بطريقة ممتازة والألمانية بشكل جيد.
"أنا مش محتاج فلوس أوي، بس محتاج خبرة في التعامل مع الناس".. هكذا وصف عمر إرادته في العمل، كما يرى أنه مختلف عن باقي زملائه في المدرسة من خلال اهتمامته وأنه حاصل على المركز الخامس هذا العام في دراسته ويتعلم السباحة ويشارك في البطولات، ويتمنى الطفل أن يصبح مثل والده الذي يعمل مدير في أحد شركات الاتصالات الشهيرة في الكبر.
أما والدته التي كانت تعمل كمهندسة فهي حريصة دائما على تشجيعه وتعليمه المسؤولية منذ الصغر: "أنا بحب أولادي يحسوا بالمسؤولية مش كل حاجة عايزنها مجابة" وفقا لها، موضحة أن ابنها حرص على العمل من نفسه قائلا لها "عايز اشتغل الإجازة بضيع أنا معملتش حاجة مفيدة".
لم تكن تتخيل نرمين أن إعلان ابنها سيتداول بهذا الشكل منذ نشره أول أمس عبر "فيس بوك": "كنا عملينوا عشان اللي حولينا وأصدقاء باباه يشوفوله عندهم شغل" ولكنهم تفاجئوا بالعديد من الاتصالات لعرض العمل عليه مثل في أحد المصانع بالعبور وبشركة انتاج للإلكترونيات وغيره وسيذهب الأول لمعرفة نوع العمل لاختيار المناسب له.