مؤرخون عن حذف ثورتي "25 و30" من منهج التاريخ: لعدم ظهور وثائق رسمية
صورة أرشيفية
شهدت مصر خلال عامي 2011 و2013 ثورتين، الأولى في الـ25 من يناير والثانية في الـ30 من يونيو، وبعد مرور 6 أعوام على الأولى و4 على الأخيرة، قررت وزارة التربية والتعليم، حسب مصدر مسؤول لـ"الوطن"، عدم تضمين المنهج الجديد لكتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي العام ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بدءًا من العام الدراسي المقبل 2017- 2018، وأرجعت السبب إلى تسبب وجودهما في المشكلات سواء في المدارس أو عند وضع الامتحانات، كما أن "التاريخ من المفترض أن يُكتَب بعد مرور أحداثه بنحو 10 سنوات".
50 عامًا كانت المدة العلمية لكتابة التاريخ في السابق، حسب قول الدكتورة زبيدة عطالله أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، ثم تقلصت المدة مشترطة مرور 30 عاما على الحدث حتى يُكتب عنه في المناهج أو يؤرّخ له، ثم أصبحت 25 سنة أو أقل قليلًا.
"ضمان الموضوعية" السبب الأول الذي أرجعت إليه زبيدة، في حديثها لـ"الوطن"، الفترة الزمنية التي تصل 10 سنوات والمعمول بها عالميًا لكتابة التاريخ، بأن تكون مرت حقبة المسؤولين الذين وقعت الأحداث في عهدهم لضمان عدم تدخلهم، كما أن احتمالية وقوع مستجدات واكتشاف أحداث جديدة، دافعًا علميًا آخر لتأجيل كتابة التاريخ بتلك المدد المحددة سلفًا، لأن من شأن المُكتشف أن يُغير الواقع، ولا يمنع ذلك، من وجهة نظرها، وجود إشارة عن الثورتين حتى لا يكون التاريخ مُجمدًا دون الدخول في تفاصيل وتحليلات.
ووجهة النظر الأخرى التي يتبناها الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، هو ارتباط كتابة التاريخ في المناهج وغيرها بظهور الوثائق دون تحديد مدة زمنية بعينها، مضيفا أن ما يوجد عن الثورتين حتى الآن كتابات سياسية وليست رسمية، نتيجة عدم إفصاح أي جهة رسمية عن وثائق تناولت هذه الفترة حتى يُكتب التاريخ بناء عليها وعلى الكتابات الأخرى، "فحسب توقيت ظهورهم يُكتب التاريخ".