«أحمد» تعرض للتنمر بسبب بشرته ونظره الضعيف: حاربتهم بتفوقى
![أحمد](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/10833329311538419468.jpg)
أحمد
«مشكلتى بدأت من يوم ولادتى لأننا فى مجتمع عنصرى لا يقبل الاختلاف».. جملة بدأ بها أحمد ميلاد، سرد حكايته مع التنمر، بسبب لون بشرته الأشقر الذى عرَّضه لمضايقات كثيرة فى الشارع ومن الأقارب والأصحاب والمدرسين أنفسهم، حسب قوله: «عندى مشكلة فى مركز الإبصار فى المخ عاملة لى ضعف حاد فى النظر، وكشفت كتير مالوش علاج فى مصر، عينى تقريباً قربت تنتهى».
معاناة ظلت تلاحق صاحب الـ21 عاماً، لكنه لم يستسلم لها وقرر أن يثبت للجميع العكس: «قررت أتفوق دراسياً وفعلاً كنت بذاكر 18 ساعة فى اليوم». يعتمد «أحمد» على حاسة السمع فقط، لا يكتب ولا يرى ما يكتبه المدرس على السبورة: «كنت باتضرب وباتهان من الكل ولما أقول مش شايف، يقولوا ليه انت أعمى؟»، كان يعمل مع والده فى الحقل بعد انتهاء اليوم الدراسى فى مسقط رأسه الفيوم: «دخلت ثانوى وبدأت الناس تحترمنى والعنصرية تقل شوية»، كان شغوفاً بالتعلم ومعرفة كل شىء حتى اتسعت دائرة معرفته وحفظ 18 جزءاً من القرآن الكريم: «الناس بدأت ترشحنى أخطب وأقف على المنبر»، أحب الجميع طريقته وأنصتوا لإلقائه وحديثه، اضطر لدخول القسم الأدبى فى الثانوية العامة لاعتماده على السمع فقط وكثف من عدد ساعات مذاكرته حتى أصيب بالتهاب غضروفى وتيبس فى الفقرات نتيجة الجلوس المستمر: «كنت بذاكر تحت الأجهزة لحد ما الدكتور قال لى نفسى أشوف نتيجتك»، صُدم بمجموعه 88٫5% ودخل فى نوبة اكتئاب لضياع فرصة دخول كلية الألسن التى طالما حلم بها ودخل كلية التجارة الدولية جامعة حلوان».
يحلم بتعيينه معيداً فى إحدى الجامعات بعد تخرجه نهاية هذا العام: «حصلت على 23 كورس أون لاين، عشان أطور من نفسى»، لم يكن التنمر وحده الذى عكر صفو حياته بل إصابته بورم خبيث قبل عام ويخضع لجرعات علاج مكثفة: «مصاريف الجامعة غالية ومش عارف أشتغل لأنى ممنوع من التعرض للشمس، وأخويا هو اللى بيصرف عليا».