«وما أدراك ما ليلة القدر»
تطلع الشمس صبيحتها حمراء فلا تبصر أشعتها، ضوء لا يؤذى العين، ودفء محبب إلى البدن، جاء فى السيرة النبوية عن أبى بن كعب أنه قال: أخبرنا رسول الله: «أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها». ورد فى الأثر أنه فى تلك الليلة يهبط جبريل ومن حوله الملائكة إلى السماء الدنيا «بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْر»، يصلون ويسلمون على كل عبدقائم بالليل، حتى إذا شارف الليل على الزوال، تغادر إلى حيث جاءت، فتحجب بأجنحتها النورانية الشعاع القادم من الشمس إلى الأرض وتبقى ليلة لا حر فيها ولا برد «سلام هى حتى مطلع الفجر».
يقول العلماء إنها سميت بذلك الاسم لأنه يقدر فيها لكل إنسان ما يجرى فى عامه القادم، أو هكذا قال ابن عثيمين، وقيل لأنها اكتسبت منزلة رفيعة ساعة أنزل فيها القرآن «وما أدراك ما ليلة القدر»، تنظر إلى السماء فترى عجبا، وكأنما لوحة زيتية رسمت بيد فنان إيطالى شهير، اختصها الله بالذكر فى القرآن مرتين، فى سورة القدر «إنا أنزلناه فى ليلة القدر» وفى سورة الفرقان «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ»، لذا كتب الله أن من قام ليلها إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.