«عصابة عائلية».. قصة «السطو المسلح» على سيارة أموال على الدائري
ملهى ليلي "ارشيفية"
"هعدي بالعربية فوق الدائري.. أنتم اقطعوا الطريق وخدوا الفلوس وبعدين نقسمهم مع بعض بعدل الله".. هكذا اتفق الخال مع ابن شقيقته، واهمين أنفسهم بأن هذا هو الخلاص للخروج من مشكلاتهم المادية للأبد، واضعين نصب اعينهم 8 ملايين جنيه حصيلة نقل أموال بسيارة الشركة التي يعمل بها الخال "علي سيد"، والذي تمكن من إقناع نجل شقيقته محمود أمين البائع المتجول، بالاشتراك معه في سرقة المبلغ.
وفي أواخر يناير 2017، تلقى علي 54 عاما، اتصالا يخبره بأنه مكلف بالتوجهات، صباح اليوم التالي، بالسيارة صحبة موظف الإدارة المالية لسحب مبلغ مالي كبير من بنك شهير بالمهندسين، ووافق على الفور وفي رأسه أفكار الاستيلاء على أي أموال للخروج من ضائقته المالية، وقرر المحاولة.
أجرى علي اتصالا بابن شقيقته محمود وجلي على مقهى مجاور لمنزله بحي أرض اللواء الشعبي، وبدأ في إقناعه بمساعدته في الخروج من مشكلاته المادية التي تطارده.. "هنقب على وش الدنيا دول 8 ملايين جنيه"، لم يكلف محمود خاله جهدا ولا وقتا ووافق على الفور، إذ إنه يبحث عن المال بأي وسيلة للإنفاق على نزواته وسهراته.
اقترح محمود الاستعانة بنجل خالته أحمد وصديقه حسانين، واللذين وافقا، وحضرا إلى المقهى، واتفق الأربعة على مرور علي من أحد الشوارع القريبة من الدائري مستقلا السيارة صحبة موظف الادارة المالية، حيث يكون البقية في الانتظار داخل الـ"توك توك" الخاص بـ"أحمد"، وأنهى "علي" توجيهاته لهم بقوله: "لما تهجموا علينا واحد منكم يضربني بس بالراحة".
مخطط السرقة شغل تفكير "محمود"، فخطر في باله تخصيص جزء من المسروقات، لقضاء ليلة يحلم بها في "بار" فندق شهير بالمهندسين، بعدها أجرى اتصالا بعدة فتيات ليل تجمعه بهن علاقات غير مشروعة، ووعدهن بقضاء ليلة صاخبة يتحمل هو نفقتها كاملة.
وفي صباح يوم الجريمة، توجه الخال إلى الشركة في التجمع الخامس وجهّز السيارة، وتلقى اتصالا من موظف الادارة المالية الذي طلب منه الاستعداد للانطلاق إلى البنك في المهندسين، واتجها إلى البنك وبعد ساعة ونص، خرج الموظف حاملا حقيبتي أموال بإحدهما 6 ملايين جنيه والأخرى مليونان.
سلك الخال الطريق الدائري، وعند المكان المتفق عليه مع باقي المتهمين، تعمد تقليل سرعة السيارة، وقتها ظهر الـ"توك توك" واصطدموا بالسيارة، وشرعوا في تنفيذ مخططهم، إذ أشهر حسانين مطواة في وجه الموظف وأصابه، وتعدى أحمد على خاله واستولى محمود على الحقيبة الكبرى وبها 6 ملايين جنيه، ولاذوا بالفرار.
أبلغ علي والموظف الشركة بما حدث، وتوجها إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، حيث قابلوا المقدم هاني الحسيني رئيس مباحث القسم، والذي توصل للمتهمين بعد تحريات مكثفة استغرقت نحو 36 ساعة، وأثبتت التحريات أن شابا يُدعى محمود اكتسب شهرة واسعة في الملاهي الليلية بالمهندسين، بعد قضاء سهرة بأحد الملاهي الليلية في شارع جامعة الدول العربية، أنفق فيها 200 ألف جنيه.
وتمكن المقدم الحسيني من القبض على محمود، الذي اعترف بارتكاب الواقعة، وأرشد عن خاله وابن خالته أحمد، واعترفوا جميعا بارتكاب الواقعة، وأقر محمود وأحمد أمام النيابة بارتكاب الحادث بتحريض من خالهما، وتعرّف عليهما المجني عليه موظف الإدارة المالية بالنيابة العامة.
وأمرت النيابة، في ختام التحقيقات، بإحالة المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، وأثناء نظر القضية توفي أحمد داخل محبسه، وفاة طبيعية، بينما استمرت محاكمة علي ومحمود أمام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار محمد علاء الدين عباس، والذي أصدر حكما بمعاقبة المتهمين بالسجن لمدة 10 سنوات، وبالعقوبة ذاتها غيابيا على حسانين.