طلاب ثانوي عن كواليس النظام الجديد: الأسئلة من برة المنهج.. والتعليم: دي مباراة ودية
بعد 23 شهرًا من الدراسة والإعداد، شهد الصف الأول الثانوي تطبيق النظام التعليمي الجديد للثانوية العامة، وانطلقت أولى جولات الطلاب العملية به، فقد شهد اليوم، أولى امتحانات الصف الأول الثانوي بمادة اللغة العربية، للعام الدراسي "2018 - 2019".
حالة من التوتر سيطرت على الطلاب قبيل امتحانهم الأول، خاصة بعد قرارات الوزارة الأخيرة بأنَّ ذلك العام الدراسي لن يُحسب في المجموع الكلي للثانوية العامة، وأن الامتحان تدريبي، ومن حق الطالب دخول الامتحان بالكتاب، فيما عدا المواد التي لا تُوضع في المجموع، ما دفع الطالب أحمد كريم، بالصف الأول الثانوي، في مدرسة قومية الأهرام، للاعتماد على قراءته واستيعابه للدروس فقط دون حفظهم.
وحول انطباعه عن أولى أيام النظام الجديد، يقول أحمد كريم، لـ"الوطن"، إنَّ امتحان اللغة العربية كان عند حسن ظنه، ووجده سهلًا ومعتمدًا على أسئلة لقياس الفهم دون الحفظ، رغم أنَّه لم يتضمن دروسًا من داخل المنهج، مضيفًا أنَّ الأصعب به كان جزء البلاغة، بينما القراءة كانت الأسهل.
لم يتفق معه في الرأي، الطالب عبدالرحمن عماد، بالصف الأول الثانوي في مدرسة الطبري للبنين، موضحًا أنَّ الامتحان كان صعبًا لكثرة الأسئلة به، التي وصل عددها لـ35 سؤالًا، بالإضافة إلى أنَّ صياغتها كانت غريبة لم يعتاد عليها الطلاب مسبقًا.
فيما يوضح عبدالرحمن عماد، إنَّ غالبية الأسئلة كانت متحررة من المنهج، وخاصة البلاغة، أما القراءة وُرد بها سؤالًا عن "تكنولوجيا المعلومات"، فضلًا عن استبدال سؤال التعبير بكتابة مقالة عن "الأخلاق"، بالإضافة إلى طلب كتابة إعلان آخر، مشيرًا إلى أنَّ ذلك بدى صعبا بالنسبة للكثيرين الذين لم يتوقعوا أنَّ يخرج الامتحان كاملًا عن المنهج، مبينًا أنَّه لم تكن هناك حاجة فعلية لاستعانتهم بالكتاب المدرسي الذي جرى السماح باصطحابه، مشيرًا إلى أنَّ لجنته شابها جزء من عدم التنظيم وكانت هناك كراسات أسئلة غير مكتملة.
ويرى الطالب الثانوي، أنَّ النظام القديم للثانوية العامة كان أفضل من الحالي الذي يحتاج إلى تدريب مسبق -وفق رأيه- وهو ما شاركته به أيضًا سما ثروت، الطالبة في الصف الأول الثانوي، بمدرسة المبتديان الثانوية الرسمية، مؤكّدة أنَّ النظام الجديد صعب، متمنية إعادة تطبيق النظام القديم.
البلاغة والقراءة الأصعب.. ومدرس لغة عربية: الامتحان في مستوى الطالب المتوسط
وتشتكي الطالبة سما ثروت من صعوبة صياغة وكثرة الأسئلة بامتحان اللغة العربية، خاصة البلاغة والأدب والنحو، موضحة أنه اعتمد بشكل كبير على الفهم ولم يتضمن أجزاءً من المنهج الذي درستها بالفصل الدراسي الأول.
"مكناش مستعدين لطبيعة الأسئلة دي ومدربناش عليها في المدرسة، والامتحان كان يخض بكمية الورق بتاعه".. بهذه الكلمات تعبر سما عن رأيها بالامتحان، موضحة أنها لذلك لم تتمكن من الإجابة على كافة الأسئلة في الامتحان الذي ورد بنظام البوكليت، لطمأنتها بأن الدرجات لن تكون محسوبة بالمجموع الكلي للثانوية العامة كونه عاما تجريبيا، وفقا لإعلان الوزارة مسبقا.
وتشاركتها في الرأي نفسه، صديقتها شهد سامح، الطالبة بالصف والمدرسة نفسها، مؤكّدة أنَّ الامتحان لم يكن جيدًا على الإطلاق، وخاصة في جزء القراءة والبلاغة والنصوص والمعاني، لذلك لم يكن هناك الحاجة للكتاب المدرسي بالأمر، ما يجعلها تشعر بالقلق والخوف من الامتحانات المقبلة.
وتردف الطالبة شهد أنَّ الأسئلة في حد ذاتها لم تكن صياغتها مفهومة وقريبة من الطالب، وخرجت عن المعتاد تماما، ووصفتها بـ"الغريبة"، وهو ما كان يحتاج للتدريب وتعريف الطلاب بذلك منذ بداية العام الدراسي، "بس خلاص احنا دخلنا في عام التجربة، فهنحاول نركز أكتر في المواد الجاية".
طلاب بالصف الأول الثانوي: "الامتحانات كانت تحتاج لتدريب مسبق.. ومش قلقانين علشان السنة تجريبي"
ومن ناحيته، يقول عُمر أحمد، أحد مدرسي اللغة العربية للصف الأول الثانوي، أن الامتحان كان في مستوى الطالب المتوسط، ما يعني أن الضعيف لن يتمكن من حله، موضحًا أنَّه يقيس مستوى التفكير والفهم لدى الطلاب، وهو أمر ليس صعبًا وإنما كان يحتاج للتدريب المسبق.
وأضاف مدرس اللغة العربية، أنَّ جزء البلاغة والنحو بالامتحان كان الأكثر صعوبة بين الطلاب، مشيرًا إلى أنَّ طمأنة الوزارة للطلاب بأنَّ درجات العام الحالي غير محسوبة وأنَّه عامًا تجريبيًا، أسهم في امتصاص استياء وغضب الطلاب والأهالي.
فيما تؤكد أمينة خيري، المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم، في أول ظهور إعلامي لها مع الإعلامي رامي رضوان، ببرنامج "8 الصبح"، المذاع على شاشة "dmc"، صباح اليوم، أنَّ الاختبار التجريبي لامتحانات الثانوية العامة الجديدة، سيمنح فيها الطالب وقت ومدة زمنية أطول من المعتاد، لأن النظام الجديد للامتحانات مختلف عن النظام المتعارف عليه تمامًا، موضحًا أنَّه سيكون هناك امتحان اليوم يشبه "المباريات الودية"، لأنَّ امتحان اليوم تدريبي.
وطمأنت متحدثة التعليم، أولياء الأمور والطلاب والطالبات بأنَّ هذه الامتحانات ليست عليها أي درجات يحاسب عليها الطالب، لافتة إلى أنَّ أولياء الأمور في بعض الأوقات يكونون سببًا في التوتر ومقاومة التغيير، والتشبث بالنظام الجديد، على عكس الطالب الذي يكون أكثر قابلية للتغيير.
وتشرح مسؤولة التعليم، أنَّ الوزارة تهدف لملء عقول الطلاب بالمعرفة، مشددة على أنَّ امتحان اليوم هو تغيير لثقافة التعليم، وتغيير ثقافة حصد الدرجات، لافتة إلى أنَّ عدد الطلاب الذين يخضعون للامتحان الجديد اليوم يبلغ نحو 560 ألف طالب.