فقدا ساقيهما فى اليمن ويعالجان فى القاهرة.. أم الدنيا فاتحة حضنها لـ«أمين وإسماعيل»: «المحروسة ما يتشبعش منها»
«أمين وإسماعيل»
وقفا معاً أمام إحدى عربات الكبدة والسجق بالقاهرة، يتناولان طعامهما، ويتبادلان الضحك طوال الوقت، بينما تستقر أسفل أيديهما عكازات طبية، فقد فَقَدَ كل واحد منهما ساقاً، ويشعر المار من أمامهما أن بينهما علاقة صداقة طويلة، غير أنهما يمنيان أتيا إلى مصر للعلاج، وكان كل واحد منهما يستشعر الوحدة فى رحلة العلاج تلك، حتى تعرّفا على بعضهما البعض منذ أسبوع فحسب.
منذ 3 أشهر قدم أمين عبدالفتاح إلى القاهرة، فى رحلة علاج لساقه، التى اضطر الأطباء إلى قطعها، بعدما أصيب فى إحدى المعارك التى تدور باليمن، وتلقى فيها طلقات نارية، واعتاد الشاب التحرك بعكازين طبيين، وكانت فترة وجوده بالقاهرة مملة، لعدم معرفته بأحد، حتى التقى بإسماعيل جلال الذى يصغره بعامين، وأصيب هو الآخر فى إحدى المعارك، مما أدى إلى فقدانه ساقه اليمنى كذلك، وينتظر تركيب طرف صناعى.
«لما جيت هنا بالمستشفى السعودى الألمانى بقيت مخنوق من القعدة، وماليش حد أعرفه، لحد ما اتعرفت على إسماعيل» يحكى «أمين» ذو الـ21 عاماً، الذى كان يدرس الصيدلة قبل أن تشتعل تلك المعارك الدائرة فى اليمن، ومنذ أسبوع فقط التقى «إسماعيل» داخل المستشفى، وصارت بينهما صداقة سريعة، دفعتهما للخروج معاً والتنزه فى شوارع القاهرة: «وبقينا بنلف سوا ونروح أماكن مميزة، نتفرج على الشوارع ونحكى بالساعات لأن المحروسة ما يتشبعش منها».
«إسماعيل»: «كنت لوحدى لحد ما اتعرفت عليه وبننزل نلف سوا ساعات»
اكتشف الاثنان أنهما يسكنان قرب بعضهما البعض فى اليمن، وكانا فى لواء واحد، وبينما يقف الاثنان مع بعضهما أمام أحد المحال التجارية، كان مشهدهما بالعكازات الطبية يجذب المارة، بينما كان البعض يسألهما أحياناً حول وقوفهما معاً، وما إذا كانا أخوين من عدمه. «أنا عندى أخ واحد وهو باليمن الآن، ولما جيت هنا قعدت كتير مش عارف ناس لحد ما اتعرفت على أمين»، قالها «إسماعيل» ذو الـ19 عاماً، الذى يحاول التعرف على بعض الأماكن بالقاهرة، رفقة صديقه الجديد: «مش طول الوقت هنبقى قاعدين بالمستشفى يعنى، واحنا الاتنين منتظرين تركيب أطراف، وهنفضل صحاب لما نرجع اليمن»، قالها الشاب الذى توقف عن الدراسة بعد اشتعال الحرب باليمن: «حاجات كتير اتغيرت، زى ما أنا سايب أخويا هناك، هو سايب 3 إخوة، وبنتمنى نرجع سريعاً لأهلنا».