«الثورة» و«الطفل لعلوم المياه»: «أمجاد النيل» فى «مستعمرة الرى»
قاعات عرض متحف الطفل لعلوم المياه
داخل بقعة شديدة الاخضرار تُشع أملاً وطاقة إيجابية لكل من يقصدها، أُطلق عليها «مستعمرة الرى»، يوجد متحفان يحكيان تطور أنظمة الرى فى مصر، بداية من الشادوف والطنبورة، ويحتويان على مجسمات لنظريات علمية ولوحات تُعلى من أهمية نهر النيل، ووسائل ترفيهية تسمح بقضاء يوم ثقافى ترفيهى، فيما يعرف بمتحفى «الثورة» و«الطفل لعلوم المياه».
وتزامناً مع ذكرى إنشاء «القناطر الخيرية»، أعجوبة القرن التاسع عشر، التى أطلق عليها «محمد على» أعظم حدائق الشرق، أنشئ «متحف الثورة» فى 1957، ويحوى عديداً من المجسمات، التى تعبر عن الأعمال التى أنشئت على النيل من قناطر وسدود وغيرها، كما يحكى تطور الرى المصرى إلى أن نصل إلى الرى بالرش والوسائل المتطورة، فضلاً عن مجسم كبير للسد العالى، إعجاز المصريين فى القرن العشرين.
ولأن وزارة الرى كانت مسئولة لفترة طويلة عن وزارة الكهرباء، يضم المتحف نموذجاً لتوليد الطاقة، وعلى الجدران لوحات من الزمن الجميل على أيدى فنانين عظام، فضلاً عن قاعة سينمائية مجهزة بالتقنيات الحديثة لعرض الأفلام الوثائقية والترفيهية، وملتقى لمختلف التفاعلات الاجتماعية فى المنطقة، ومسرح كبير مكشوف تقام عليه عديد من الفعاليات، ويمكن أن يكون ساحة للبراعم الصغيرة والفنانين.
أهمية المتحف وإمكاناته وانخفاض سعر تذكرة الدخول «5 جنيهات»، لا تتناسب مطلقاً مع قلة عدد زائريه، المشهد الذى بدا محيراً، يقول المهندس هشام فرغلى، رئيس الإدارة المركزية للمتاحف بوزارة الرى، إن التغطية الإعلامية غير كافية للمكان، والزيارة محدودة للغاية، تقتصر على طلاب المدارس والكليات، ورحلات لبعض الجمعيات.
«فرغلى» أوضح أن المتحف موجود داخل مستعمرة مليئة بالأشجار النادرة، وقرابة 12 معهداً بحثياً تهتم بكل ما يتعلق بالمياه، من تربة وصرف ونظم الرى، وتضم أساتذة وباحثين كباراً، ومنذ أن تولى منصبه منذ قرابة الشهرين، يحاول التسويق للمكان، ولأن المتحف لا يشهد أعمالاً تفاعلية كثيرة، جاء التفكير فى إنشاء متحف «الطفل لعلوم المياه»، كأول متحف تفاعلى فى الشرق الأوسط يستخدم جميع التقنيات الحديثة.
رئيس المتاحف بـ«الرى»: الزيارة محدودة.. والموقع يسمح بقضاء يوم ثقافى ترفيهى متكامل
داخل مساحة خضراء تمتد إلى نحو 8 أفدنة، مليئة بالأشجار النادرة، منها شجرة «التين البنغالى» وعمرها 165 عاماً، أنشئ متحف علوم المياه، واقترن اسمه بالطفل، باعتباره من يحفز الأسرة للنزهة والانطلاق، إلى جانب التفكير فى خلق أجيال لديها وعى بالثقافة المائية والقضايا المعاصرة. المشهد لم يختلف عن «متحف الثورة»، فأعداد الزوار قليلة للغاية، رغم تذكرة الدخول المخفضة «10 جنيهات». ويضم 125 مكوناً متحفياً، عبارة عن تجارب عملية لنظريات فيزيائية وكيميائية، فى قالب تفاعلى تخاطب كل حواس الزائر اللمس والنظر والسمع، ليخرج من زيارته بطاقة وقدرة على الابتكار والتفاعل مع قضايا المياه.
المتحف موجود داخل مبنى أثرى يرجع بناؤه إلى عام 1834، وكان استراحة للمشرفين على بناء القناطر الخيرية، وافتتح فى عام 1929، وكان به ماكيتات ونماذج للرى، تم نقلها إلى متحف الثورة، ليكون هناك متحف يحكى التاريخ وآخر تفاعلى، بحسب «فرغلى»، فلا يهدفان إلى التوعية فحسب، إنما ليكونا جاذبين لكل أطياف المجتمع والأطفال، خاصة أنه تم تزويد «علوم المياه» بكافيتريا وجارٍ تطوير «حديقة عفلة» المليئة بالمفاجآت، فضلاً عن شلال مائى ومسرح رومانى وأعمال عديدة قريباً، لقضاء يوم ثقافى ترفيهى.
6 مرشدات تم تدريبهن للتعامل مع زائرى المتحفين، بدءاً من عمر الروضة وحتى الحاصلين على شهادات جامعية فأكبر، وفقاً لـ«فرغلى»، كمحاولة للفت أنظار المصريين حول كيف كان نهر النيل، وكيف يمكن أن ندعمه ليعود جميلاً، خاصةً أن وزارة الرى لديها أكثر من هاجس خلال الوقت الراهن، فيما يتعلق بنهر النيل، مثل التلوث، التعدى: «حاولنا فى مجموعة المتاحف أن نعلى أهمية الاهتمام بنهر النيل، ولا بد أن نتعاون جميعاً لكى نترك النيل نظيفاً، ونرفع عنه كل أشكال التلوث والتعدى لننعم به ونتركه جميلاً للأجيال المقبلة كما ورثناه».