"حوارات أم القارات".. سلسلة تجريها "الوطن" لرصد "التحديات والفرص" في إفريقيا
تزامناً مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي 2019، ولأول مرة منذ تأسيس الاتحاد في يوليو 2002، أجرت "الوطن" 6 حوارات مع دبلوماسيين وسياسيين وخبراء في الشؤون الإفريقية، لرصد وتحليل طبيعة العلاقات المصرية الإفريقية، وأهم ما يمكن أن تقدمه مصر للقارة السمراء، وما يمكن أن تستفيد منه على الجانب الآخر، وتطرقت الحوارات إلى العديد من الملفات المشتركة بين مصر وإفريقيا، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وأمنياً.
في الحلقة الأولى من سلسلة الحوارات، أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري الإفريقي، والمتخصص في الشؤون الإفريقية، أن "القاهرة" تستطيع تصدير تجربتها الناجحة في "مواجهة الإرهاب" إلى دول إفريقيا، مشيراً إلى أن جماعات العنف والإرهاب المنتشرة في مناطق متفرقة بالقارة تعد بمثابة "حجر عثرة" أمام التنمية.
مصر "حلقة وصل" بين العرب والأفارقة
وشدد "حليمة" على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر كـ"حلقة وصل" بين العرب والأفارقة، لا سيما مع تزامن القمة العربية التي تعقد في تونس هذا العام، مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي. وفي الوقت نفسه حذر "حليمة" من خطورة الدور الثلاثي الذي تلعبه إيران وتركيا وقطر، واصفاً الدول الثلاث بأنها "محور شر" يهدد أمن واستقرار الدول الإفريقي.
- اقرأ نص الحوار:
وفي ثاني حوارات "مصر وإفريقيا"، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، إن "دبلوماسية القمة" أعادت للقاهرة دورها الريادي في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وغيابها أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان كلمة السر وراء تراجع التأثير المصري بالقاهرة، لا سيما منذ حادث محاولة الاغتيال في أديس أبابا عام 1995.
وأكد "حجازي" أن تخصيص أكثر من 30% من نشاط الرئيس السيسي الخارجي داخل القارة خلال السنوات الخمس الماضية ساهم في التحول الكبير من عام تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي 2013، إلى عام رئاسة مصر للاتحاد نفسه 2019، قائلاً: "هذه الزيارات فتحت آفاقاً عديدة للتعاون، وأحدثت الفارق الكبير في علاقاتنا بالأشقاء الأفارقة".
- اقرأ نص الحوار:
وتناول الحوار الثالث الملف الاقتصادي والتنموي داخل القارة، وقال الدكتور شريف الخريبي، المتخصص في الاقتصاد الإفريقي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن القارة السمراء مؤهلة لتكون "سلة غذاء" العالم، ويوجد بها أكبر احتياطي "ذهب وحديد ونحاس"، وأكد أن مصر صاحبة أقوى اقتصاد إفريقي لما تتمتع به من بنية تحتية حديثة وبرنامج إصلاح اقتصادي حسن من تصنيفها في جميع المؤسسات الاقتصادية الدولية.
وأشاد "الخريبي" بخطوة اتفاقية التجارة الحرة التي تم الموافقة عليها في القمة الإفريقية 2018، واصفاً الاتفاقية بأنها "حلم عظيم" لتوحيد إفريقيا اقتصادياً، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة أهمها ضعف البنية الأساسية في إفريقيا، وعدم وجود "ميثاق ملزم" للدول لتفعيل التجارة البينية، قائلاً إن هذه مهمة مصر خلال عام رئاستها للاتحاد الإفريقي، لإدخال الاتفاقية حيز التنفيذ على الأرض.
واقترح الخبير الاقتصادي إنشاء قرية إفريقية في القاهرة لعرض المنتجات المصرية الصناعية، مؤكداً أن المشروع سيحقق طفرة هائلة في الصادرات المصرية على غرار "دبي"، كما أقترح تأسيس كيان يضم رجال الأعمال الأفارقة لتحقيق التواصل الإيجابي مع الحكومات.
- اقرأ نص الحوار:
ونظراً لأهمية التعليم والثقافة في تحقيق التواصل بين الشعوب والدول، تطرقت رابع حلقات "مصر وإفريقيا" إلى هذا المحور، فقال الدكتور محمد نوفل، عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، إن الكلية التي تضم 6 أقسام تعطي جميع التخصصات بالقارة، خاطبت السفارات الإفريقية بالقاهرة لتعزيز التعاون الثقافي، إيماناً بدور التعليم والثقافة في دعم الجهود السياسية والدبلوماسية.
وأضاف "نوفل" أن الكلية تستقبل نحو 100 طالب إفريقى سنوياً للدراسة بعضهم بـ"منح كاملة"، مؤكداً أن الطلبة الأفارقة يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني، وحذر عميد "دراسات إفريقية" من غياب القوة الناعمة داخل القارة لعقود طويلة ما ساهم في أن الأفارقة باتوا لا يعرفون أنفسهم، وعزز الانقسامات والنزاعات داخل القارة، مشدداً على أن المؤسسات التعليمية والثقافية في مصر بما لها من تاريخ طويل قادرة على "ملء الفراغ".
- اقرأ نص الحوار:
ورداً على سؤال مهم: كيف ينظر الأفارقة إلى مصر؟ كشف النائب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، ونائب رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، في الحلقة الخامسة، عن تفاصيل لقاءاته ببعض المسئولين الأفارقة، وقال إن الحكومات والشعوب الإفريقية متطلعة لدور أكبر لمصر خلال الفترة المقبلة، مضيفاً: "سفير رواندا قال لى حرفياً: نتطلع لأن تكون مصر مُحرِّرة القارة اقتصادياً كما حررها عبدالناصر من الاستعمار في الخمسينات والستينات"، كما أوضح أن زيارة الوفد البرلماني لأثيوبيا قبيل أيام من تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي جاءت ناجحة، قائلاً: "رئيس البرلمان الأثيوبي رحب بنا بشدة وقدم لنا واجب الضيافة بيده واصطحبنا في جولة داخل المجلس ووعد بزيارة للبرلمان المصري قريباً".
زيارات الرئيس السيسي إلى الدول الإفريقية ساهمت في "كسر الجدار الزجاجي"
وشدد "رضوان" أهمية زيارات الرئيس السيسي إلى الدول الإفريقية التي ساهمت في "كسر الجدار الزجاجي" بين مصر وبعض الدول داخل القارة حسب قوله، متابعاً: "ماينفعش السيسى يتحرك بسرعة 200 كم في الساعة.. وإحنا لسه بندوّر العربية"، ورأي أن استحداث وزارة دولة للشئون الإفريقية، أمرا مهما، لإداء دور "المايسترو" بين الوزارات والهيئات المصرية، مستدركاً: "لا يُعقل وجود وزير للشئون الإفريقية في أستراليا وإنجلترا، ولا توجد نظيرتها في مصر".
- اقرأ نص الحوار:
خطورة الدور الإسرائيلي داخل القارة السمراء
واستعرضت الحلقة الأخيرة من سلسلة حوارات "مصر وإفريقيا"، التي استمرت على مدار الأسبوع، طبيعة الدور الإسرائيلي وخطورته داخل القارة، وأهم تحديات الاتحاد الإفريقي، وقالت الدكتورة أماني الطويل، مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن القارة تعيش "موجة استعمار ثانية" بهدف استغلال ثرواتها الاقتصادية، وإسرائيل تقف وراء الكثير من الأزمات، مشددة على أن استقلال الإرادة السياسية الإفريقية عن أجندة الغرب أكبر تحديات 2019.
وأضافت "الطويل" أن مصر تستطيع دعم إفريقيا في ملفات الأمن ومواجهة الإرهاب ومكافحة الفساد والحوكمة، مشددة على أن "الميزانية" و"الإصلاح المؤسسي" أبرز تحديان يواجهان الاتحاد الإفريقي حالياً. ورداً على سؤال حول: أهم التغييرات بين "إفريقيا القديمة" و"إفريقيا الآن"؟.. قالت إن النخبة المصرية للأسف لا تعى التغييرات الواسعة في القارة التى لم تعد "غابات وأدغال"، وأشارت إلى أن ما تسمى بـ"دول النمور الإفريقية" استطاعت تحقيق نمو اقتصادي كبير، وأصبح هناك مجالاً واسعاً للعمل والاستثمار والشراكة المتبادلة في إفريقيا.
- اقرأ نص الحوار: