بريد الوطن| «الأبلة سعاد».. رحلة عطاء
«الأبلة سعاد».. رحلة عطاء
لم أكن أتصوَّر أنا أو أى واحد من أبناء جيلى أن تمر الأيام وتنقضى سريعاً.. وتُتم تلك السيدة التى تعلَّمنا منها الكثير، مُربية الأجيال الفاضلة الأستاذة «سعاد محمد سالم» سن المعاش، والتى لا أكاد أذكر أننى حاولت معرفة اسمها كاملاً، بل كان يكفى أن أناديها بـ«الأبلة سعاد»، وحينما يُذكر اسم هذه الأستاذة، فإننى أستحضر تلك الصورة التى حُفرت فى الذاكرة لهذا المثال النادر الذى قلّما يجود الزمان بمثله.. فقد تخرّج على يديها أجيال وأجيال، نبغوا فى جميع التخصصات، من أطباء ومحامين وصحفيين ومهندسين ومُعلمين.. وما زالت تلك الشعلة لا تنطفئ، فى تلك القرية التى ربما لم يسمع عنها كثير من المصريين، قرية أم دينار بمحافظة الجيزة، ورغم أنها أُحيلت منذ أيام إلى «المعاش»، فإنها ستظل خالدة فى وجدان وقلوب أجيال تربّوا على يدَيها.. سيذكرونها لأولادهم وأحفادهم.. فقد كتبت الأبلة سعاد اسمها بحروف من نور فى سماء تلك القرية والقرى المجاورة.. بل ضربت مثالاً للصبر على تعليم الأطفال وتنشئتهم ومصاحبتهم فى صفوفهم الأولى من التعليم الأساسى حتى يكونوا جاهزين للانخراط فى العملية التعليمية، دون كلل أو ملل، رحلة عطاء مليئة بالتضحية والتفانى والإخلاص.
هكذا يُخلد المخلصون من أبناء هذا الوطن، خصوصاً المعلمين منهم، سِيرَهم فى محراب العلم على مر التاريخ والأزمان.. لا يمحى أثرهم أبداً.. سلام عليكِ معلمة الأجيال فى كل وقت وحين.
رزق عبدالمنعم خليف – صحفى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com