«افتتاح السفارة الإسرائيلية.. كارثة العبارة.. موقعة الجمل.. مذبحة بورسعيد».. اللهم نجنا من فبراير
أقصر شهور العام لكنه لا يبدو كذلك، 28 يوما حملت أوجاعا للمصريين ظلت محفورة فى ذاكرتهم تزداد عاما بعد عام ويبقى الشهر «فبراير» الذى سمى على اسم إله «النقاء» الرومانى، فبراير «الحزين» على المصريين لم يبدأ بالسنوات القليلة الماضية ولكن جذوره ضاربة فى أعماق التاريخ. مذبحة بورسعيد فى الأول من فبراير 2012، موقعة الجمل فى الثانى من فبراير 2011، كارثة العبارة السلام فى الثالث من فبراير 1996، ومن قبلها فى 26 فبراير عام 1980 كان المصريون يشهدون افتتاح السادات للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة.. أحداث حافلة بالوجع تمر فى شريط مؤلم كلما أتى فبراير بدعاء واحد يجمع قلوب المصريين «اللهم نجنا من فبراير».
والدة شهيد الألتراس مصطفى كاريكا الذى قتل فى استاد بورسعيد بعد عامين على مقتله أصبح شهر فبراير شهرا ثقيلا عليها، لم تعد تتقبل فكرة أن فى أول أيام هذا الشهر قتل قرة عينها: «بافتكر الشهر وأحزن من أول ما يهل يناير.. وشهر فبراير ده بابقى عايزة نتيجة السنة ما تقفش عنده».
الدكتور خالد العزب، أستاذ التاريخ الحديث بمكتبة الإسكندرية، اعتبر شهر فبراير هو شهر «الحوادث» على مدار شهور العام: «الشهر ده فعلا أقل شهر من شهور السنة إنجازات على المستوى الإنسانى بالنسبة لمصر وأحداثه المفجعة أكثر من الأحداث الجيدة كحال شهور أخرى»، مضيفا أنه الشهر الذى شهد بدء الإعلانات الدستورية منذ ثورة 23 يوليو ثم ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى بدأت إعلاناتها الدستورية فى الثالث عشر من الشهر ذاته: «التاريخ يعيد نفسه والشهر يعيد أوجاعه بنفس الألم».